'نوابنا زرعوا الفتنة واللامواطنة'.. فاطمة الشايجي مستنكرة

زاوية الكتاب

كتب 1025 مشاهدات 0


الشاهد

النصرة ليست فتنة

فاطمة الشايجي

 

رفع الله من شأن رسوله الكريم وحدد كيف للبشر أن يخاطبوه فقال تعالى: »لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا« (63- النور) أي أن لا نخاطبه إلا برسول الله أو نبي الله، وهو الذي أرسله الله للبشرية ليبشر المؤمنين بالجنة ، وينذر الكافرين من عذاب أليم، وأكد على نصرته ومؤازرته فقال تعالى: »إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا« (9-الفتح) ولا تكون النصرة بحرق علم أو بالصوت العالي أو في التجمهر.
ولكن النصرة في معاقبة من ارتكب هذا الفعل الفاحش بتطبيق القانون، فلا يوجد أي تبرير للفعل الذي أقدم عليه المواطن عندما تجرأ وتعرض لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يعفى مما قاله إلا في حالة واحدة إذا أثبتت التحريات بالفعل أن هناك من اخترق حسابه في التواصل الاجتماعي ، وإذا كان هناك بالفعل من قام بذلك نحن أيضاً نطالب الجهات المختصة بالعثور على الشخص الذي جرح قلوب كل المسلمين، وآثار الرعشة في أجسادنا حيث قرأنا كلمات اقشعرت لها الأبدان بأن يعاقب أقصى عقوبة ويكون عبرة لمن لا يعتبر . ولا اعتقد أن هناك من يخالفني الرأي فحتى وإن اختلفت المذاهب في الإسلام يظل هناك اتفاق أن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء وسيد البشر وجد السبطين الحسن والحسين عليهما السلام .
ولكن ما يحدث هو من صنع نوابنا الأفاضل فقد انشغلوا بقضايا سابقة أغلبها في يد القضاء ولم يوجهوا أنظارهم لمعطيات الظروف التي يعيشونها حاليا ، وتناسوا أنهم غرسوا ثقافة الصوت العالي واستخدام ألفاظ نابية ومنهج ساخر سلكه مجموعة من المواطنين اقتداءً بهم، وكان الأجدر بهم أن يعوا أنهم زرعوا الفتنة واللامواطنة في أرض تحلى شعبها بالمحبة والمودة بين أفراده ، وأن يضعوا أيضا حدا لهذه الفتنة ليس بأسلمة القوانين ، أو بهدم كنائس، وإنما بتطبيق و بتشريع قوانين تجرم استخدام منهج زرعوه .
ونجد هناك من يعيب على الحكومة أنها حكومة ردة فعل ، ولكن في الواقع أن هذه الصفة تنسب للمجلس الحالي أكثر من الحكومة. فاقتراحهم بتغليظ العقوبة على من يسيء للذات الإلهية وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان اقتراحا مطروحا مسبقا إلا أنه تنشط بعد ظهور فعل أثار النفوس ، ولا نعلم متى يكون لقانون المواطنة الذي كان مثار جدل أثناء الانتخابات أن يظهر ، أو بالأصح ما هو الفعل الذي ينتظرونه لتكون ردة فعلهم المطالبة به؟ إن تهاون النواب في تشريعات مهمة كهذه فتح المجال للبعض إلى التطاول ليس على الإفراد فقط بل إلى ما هو أعظم شأنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعدم اهتمامهم بأمور الفتنة وما قد يحدث من ورائها لهو أمر نستغرب له كثيرا. فهل هم بالفعل نواب متأسلمون؟

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك