'يدل على الجهل بالدين'.. 'الدعيج' معلقاً على اتهام الشيعة بالتعرض للرسول
زاوية الكتابكتب إبريل 1, 2012, 12:11 ص 1125 مشاهدات 0
القبس
العلة والسبب
عبد اللطيف الدعيج
هل في إمكان طرف اجتماعي مهما بلغت كثرته او قوته في عالم اليوم ان يلغي طرفا آخر؟ مباشرة هل في امكان الشيعي ان يلغي السني، او الحضري ان يقصي البدوي الى الابد؟ اعتقد ان الجميع يعلم مسبقا استحالة ذلك، وحتى لو «جن» البعض وشرع في تنفيذ هذا الالغاء فان التكلفة ستكون مرة وغير ذات مردود ناجح. اذا كان الحال كذلك فلماذا المزايدات ولماذا يصر البعض على مواصلة استثارة الفتنة في كل مناسبة؟ ثم ما الذي سيكسبه هذا الطرف ان تم له صبغ الجميع بصبغته واضفاء اللون ذاته على كل ما حواليه؟!
انه التخلف والضعف، بل هو الاحساس بأن الاقلية هي المميزة وهي الاكثر جاذبية، وهو احساس صادق وحقيقي لان الاقلية دائما تسعى الى التفوق والى الاجتهاد والى التحصيل العلمي او المالي او الاجتماعي. رغم الكبت وحتى العنف تبقى الاقلية دائما «تلمع» بينما تخبو الاكثرية بفعل الصلف وتفقد حماسها، وتتقلص قدراتها وتفقد القوة على المنافسة، بفضل وهم التميز والسيطرة العددية او الكلية.
بذمتكم.. هل يمكن لعاقل ان يتهم الشيعة كطائفة بانهم معادون للرسول؟ كيف يستقيم ذلك وهم الذين اقاموا مذهبهم اصلا على تفضيل اهل البيت والى الانتصار الى ذرية محمد (ص) على غيرهم من المسلمين!! كيف لــ «عبد النبي او عبد الرسول» ان يطعن في محمد او في آل محمد؟!! اتهام الطائفة الشيعية بالتعرض للرسول اتهام يدل على جهل بالدين وبالمذاهب، ويؤكد وجود تحامل واضح على الطائفة، وعلى السعي لتحقيق اهداف ليس بينها على الاطلاق الانتصار للرسول (ص) والذود عنه كما زعم الذين حملوا لواء تكفير واقصاء الطائفة الشيعية.
كان المفروض في الجماعة ان يكونوا اكثر ذكاء ويتخذوا التعرض لزوجات النبي او الصحابة كما حدث في قضية ياسر الحبيب سببا، فهذه قد تبدو معقولة في ظل الموقف الشيعي المتحمس لآل البيت على حساب بقية الصحابة والمسلمين، لكن يبدو ان الصراع الاقليمي وضرورة الانحيازات والتكتلات الحالية بين القوى الاقليمية في المنطقة قد دفعت بالكثيرين الى ان يختلقوا اي شيء يؤدي الى الانحياز الاعمى ويضفي المشروعية الدينية على ما يجري من صراع واصطفاف في الجوار.
تعليقات