رجال الأعمال و شبابنا المبدع ..بقلم عبدالمحسن بن إبراهيم البدر
الاقتصاد الآنمارس 30, 2012, 4:06 م 568 مشاهدات 0
اخيرا أتيحت لي الفرصة لزيارة معرض التصفيات النهائية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» المقام في فندق الفيصلية، وكانت حجم توقعاتي الشخصية من الزيارة محدودا، رغم رغبتي الكبيرة في زيارته منذ أن تابعت فوز طالبة سعودية بالمركز الأول في معرض إنتل آيسف الدولي الذي يقام سنويا في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم غياب الصورة الذهنية للمعرض إلا أني وجدته يفوق التوقع، فأعداد الشباب السعودي المخترع من الجنسين كانت كبيرة، وأهم من ذلك نوعية وطبيعة تلك المخترعات، والأهم الأهم هو فخر أولئك الشباب بكون اختراعاتهم سعودية وهم في عمر الزهور. إنه معرض يدعو للفخر ويعطينا مساحة كبيرة للتفاؤل بمستقبل شبابنا ووطننا.
ولكن وفي خضم حديثنا عن المبادرة والمبادرين ودعم المبدعين تبادر إلى ذهني السؤال الأهم ماهو مصير تلك الاختراعات؟ و ما هو مصير هؤلاء المخترعين؟ وما تم على اختراعات الماضي؟
الحديث هنا ليس عن دعم مادي فقط! الحديث عن تطوين الصناعة بشكل إستراتيجي يخدم هذا البلد على المدى الطويل، التجارب العالمية الكبيرة للدول الصناعية المتقدمة كان حديث عن أفراد مخترعين تبنتهم رؤوس أموال تبحث عن المفهوم التجاري للمخترع، وهذا أسس على المدى الطويل بيئة متكاملة للمخترعين ساعدت تلك الدول في أن تصل إلى ما وصلت إليه. وفي معرض الإبداع العلمي وجدت أننا نملك الطاقات المبدعة وكذلك وجدنا مظلة لهم وهي مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. وهو العامل الأهم في معادلة التطور الصناعي.
ولكن إذا لم تجد تلك المخترعات وهؤلاء المخترعين الدعم المادي الاستراتيجي! فإن مصير تلك الأفكار سيكون العودة إلى الإدراج. وهنا لا أتحدث عن دعم مادي حكومي لأن الدعم المادي الحكومي لن يوصلها إلى المفهوم التجاري، وإنما أتحدث عن رأس المال الجريء. رأس المال الجريء هم الذي أسس سيلكون فالي وهو الذي أسس بنقالور في الهند وغيرها الكثير حول العالم. وأسست تلك التجارب لريادة مميزة لتلك الدول في المجال الصناعي وساعدت في بناء اقتصاديات قائمة على المعرفة و الابتكار.
ويبقى الدور الأهم لدينا في دخول رأس المال الجريء في تبني المخترعات ذات الجدوى الاقتصادية الطويلة الأجل، خصوصًا ونحن نرى حراكًا كبيرًا في هذا الميدان، وأتمنى أن نرى رجال أعمال سعوديين يدخلون هذا المجال، وأكرر على أسس تجارية، لأن الأسس التجارية هي المفصل في دعم التوجه العام للاختراع و الإبداع في المملكة.
تعليقات