'مصيبة'.. ذعار الرشيدي واصفاً تخلي الحكومة عن دورها فى المبادرة

زاوية الكتاب

كتب 621 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  مجلس وزراء.. أم سيارة إسعاف!

ذعار الرشيدي

 

ما يحدث في الكويت اليوم هو ان الحكومة تخلت عن دورها في المبادرة وضبط القانون وتركت الامر للشعب، وهذه كارثة بل مصيبة فالحكومة الآن لا تتحرك الا بعد ان يتحرك الناس ويحتجون او يعتصمون او يقتحمون عندما تمس معتقداتهم او تهان كراماتهم، وهذه المعادلة في الحكم خطأ، وكأنما تركت السلطة الرقابة على عاتق الآخرين وفي ايدي الناس نوابا او شبابا او مغردين او ناشطين، فلا تتحرك قيد انملة الا اذا سمعت الناس يتنادون «هذا شتم عقيدتنا» وذاك «مس قبيلتنا» وآخر ارتكب الزندقة.

لا يجب على الحكومة او بالاصح السلطة ان تنتظر حتى يناديها الناس، فدور سيارة الاسعاف التي لا تتحرك الا بعد ورود اتصال هاتفي عن وجود مصاب هو دور لا يليق بحكومة محترمة، في بلد نسعى لان يكون بلد مؤسسات، يجب ان تكون الحكومة هي المبادرة، لا ان تكون مجرد اداة لا تتحرك الا بريموت الطلب، لا يليق ابدا ان تخضع السلطة لرغبة الجماهير الغاضبة بهذا الشكل المبالغ فيه او ان تنتظر منهم اتصالا هاتفيا للتحرك، ما هكذا تكون الحكومات!

السلطة يجب ان تطبق القانون على الجميع وبالتساوي وطوال الوقت، لا ان تغفله وتنساه وتهمله وقتا طويلا ثم اذا صاح الناس لمن تعرض لهم بالقول او القدح جاءت مهرولة تطبق القانون وتنزع الرقاب وتهدئ النفوس، هنا وكأن الحكومة اصبحت مجرد محكمة ثورية تطبق القانون عندما يثور الناس فقط، ولكن عدا ذلك تنام نوما رقابيا عميقا وتترك اللصوص وقليلي الادب والطاعنين يتمادون.

أخشى ما اخشاه ان الحكومة بل السلطة يعجبها الامر، وأعني لعب دور سيارة الاسعاف، فالناس انشغلوا في الابلاغ عن تجاوزات القانون ونسوا القانون نفسه.

يجب على اعضاء مجلس الامة ان كانوا ممثلين للامة لا ممثلين عليها ان يعيدوا الحكومة الى جادة تطبيق القانون كاملا غير منقوص على الجميع وفي كل وقت.

وعلى مجلس الوزراء ان يترك عنه لعب دور سيارة الاسعاف ويلتفت لدوره التنفيذي المناط به في تطبيق القانون والقانون فقط كما هو وارد بنصوصه ومواده.

القانون واضح والدستور حدد المهام وكفاكم إلهاء للناس، فإما تبنون الدولة كما حلم المؤسسون والا فسيتحول بلدنا الى مركز اسعاف مجرد اناس تبلغ عن اصابة في الوطن او العقيدة والحكومة تأتي لتنقذ كراماتنا وعقيدتنا كلما خرج تافه وجرحها بقصد او بغير قصد، وأغلب الظن ان كل الاصابات الاخيرة التي لحقت بجسد وطننا وعقيدتنا كانت مقصودة بل ومدبرة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك