'نبذ العنف والغلو' في 'الشريعة'

شباب و جامعات

1457 مشاهدات 0

أ.د. مبارك الهاجري

 تحت رعاية عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت  أ.د. مبارك الهاجري نظمت الكلية مؤتمرا بعنوان 'نبذ أفكار التطرف والغلو' صباح أمس الأربعاء في قاعة د. خالد المذكور في الكلية بالحرم الجامعي في كيفان، بمشاركة نخبة من الأساتذة والمتخصصين في هذا المجال من الكويت والمملكة العربية السعودية.
  وفي كلمة ألقاها أ.د. مبارك الهاجري خلال الافتتاح قال : في إطار تحقيق سياسة الدولة في العمل على إيجاد جيل محصن ضد الغلو والتطرف، وحرص الدولة على دراسة أسباب التطرف والتعصب والعمل على وقاية الشباب من وقوعهم في براثن الانحراف والتطرف، يأتي مؤتمركم هذا ليؤكد أن برنامج عمل الحكومة يتولى تصحيح المفاهيم الخاطئة والاستفادة من الخبرات المتخصصة التي تعمل على حماية أبناء الأمة الاسلامية.
   وأضاف: لا شك أن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت من أهم المؤسسات المنوطة بها توجيه المجتمع وإرشاده، بجهود المخلصين من العلماء المتخصصين كل في مجاله، وإن وسطية الإسلام تستلزم الابتعاد عن الإفراط والتفريط في كل شيء، لأن الزيادة على المطلوب في الأمر إفراط والنقص عنه تفريط وكل من الإفراط والتفريط خروج عن جادة الطريق، يقول تعالى: 'وكذلك جعلناكم أمة وسطا' فالوسطية تعني عدم التطرف وعدم التشدد في كل مناحي الحياة، ووسطية الإسلام تقتضي إيجاد شخصية إسلامية متزنة تقتدي بالسلف الصالح في شمول فهمهم واعتدال منهجهم وسلامة سلوكهم من الإفراط والتفريط، والتحذير من الشطط في أي جانب من جوانب الدين والتأكيد على النظرة المعتدلة المنصفة والموقف المتزن من المؤسسات والأشخاص.
  وقال الهاجري: نجد أن وسطية الإسلام تلزم الأمة الاسلامية بمقاومة الغلو والتطرف في الدين، ورد من وقع في الغلو إلى منهج الاعتدال والحكمة ورعاية حقوق نفسه وحقوق غيره، وحينما نتحدث عن وسطية الإسلام يتبادر إلى أذهاننا ما يقابلها من كلمة سائدة على ألسنة الناس اليوم وهي التطرف والغلو، لكن الإسلام في حقيقته يدعو إلى الوسطية ويحذر من التطرف والغلو بجميع صورهما وأشكالهما، كما شدد الإسلام على حرية الدين والمعتقد باعتبارها أرقى صور الحرية الفكرية وأشدها حساسية، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: 'ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين'، وبالحديث النبوي ' أحب الدين إلى الله الحنفية السمحة ' للدلالة على سماحة الإسلام وقد نزلت الآية الكريمة ' وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ' لتؤكد أن رحمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم شملت الناس أجمعين.
   وأكمل قائلا: جاء مؤتمركم هذا ليبين في جلسته الأولى 'مفهوم التطرف ـ التطرف الطائفي' وتتناول مفهوم التطرف الطائفي وأشكاله وصوره، أما الجلسة الثانية فستتناول الأسباب والدوافع التاريخية والسياسية والدينية للتطرف الطائفي، ويختتم المؤتمر بجلسته الثالثة التي ستعرض السبل والطرق المأمولة من علماء الإسلام وخبراء التربية والمتخصصين في الإعلام لعلاج ظاهرة التطرف الطائفي، وقد تشرفت الكلية بحضوركم هذا المؤتمر الذي نتمنى له كل نجاح وتوفيق وأن تشع آثاره بركة وضياء في مجتمعنا وعلى أمتنا، بما ستخرجون به من توصيات نافعة وبيان المفاهيم والأفكار التي اختلطت واشتدت الحاجة لتصحيحها وربطهما من جديد بالمنبع الصافي لهذا الدين، بعودة حميدة للقرآن الكريم والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأدعو المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يكلل جهودكم المباركة بنجاح هذا المؤتمر ويؤتي ثماره الطيبة النافعة، وأن يمن الله تعالى على الأمة الإسلامية بالأمن والأمان والإيمان والابتعاد عن الغلو والتطرف والعصيان.

 

الآن- المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك