أي حرب مستنسبة بقرار اسرائيلي ستشعل المنطقة.. آمال عربيد محذرة
زاوية الكتابكتب مارس 28, 2012, 12:01 ص 463 مشاهدات 0
القبس
العين الثاقبة / أوباما وصراعه مع معضلة الإرهاب النووي
آمال عربيد
من الصعب اختزال منطقة الشرق الاوسط ومشاكلها بالسلاح النووي الايراني، ووجود اسرائيل، فأمام اوباما ملفات ساخنة في المنطقة أكبر وأعقد تحتاج الى قرارات حاسمة، لا خطابات رنانة تعوّد عليها الجمهور الاميركي والشعب اليهودي في مؤتمر «ايباك» الذي يظهر فيها اوباما تبعية مقدسة لتحقيق الحلم الاسرائيلي حتى لو اwضطر الامر إلى جر العالم لحرب كبرى! فإن التصعيد الاسرائيلي (مؤتمر هرتزيليا) بشن حرب على ايران لتأخذ المنطقة الى كارثة محققة، وفي هذه المرحلة بالذات امام ما يحدث من تغيرات جذرية في انظمة الدول العربية الموالية والمعادية لاميركا، فتشهد المنطقة عملية تغيير كلي، من بزوغ دول جديدة لأعراق مطالبة باستقلالها كالاكراد، وهي في حالة حرب مع دول الحدود (تركيا، ايران، العراق، سوريا) وسقوط دول طال استبداد حكامها، لينتهوا بها الى حكم اسلامي يغذي بها النعرات الاصولية بسبب عدم الحسم الدولي بمساندة الشعوب، سامحة للتيارات الاسلامية المتعددة والمتنوعة باستغلال هذه الثورات ودعمها للسيطرة عليها، لتسلم الحكم وتحقيق مآربها المتطرفة، رغم ما تعانيه القوات الاميركية من تفجيراتها في افغانستان والعراق وباكستان!
اذن يتحول ربيع الشرق الاوسط الى كرة من نار متنقلة في كل اجزائه، وشرق آسيا قد يتحول الى منطقة شبيهة في حال استمرت كوريا الشمالية بتجربة صاروخها النووي، فمؤتمر الامن النووي اليوم يجب ان تكون قراراته حاسمة بشأن منطقة خالية من السلاح النووي، ليشمل كل الدول، وليس اختياريا على ايران فقط، فلا يمكن ان تنعم شعوب المنطقة بالامن واسرائيل تمتلك 200 رأس نووي تهددهم بالزوال كلما شعرت بالخطر على وجودها! ان المماطلة في الدبلوماسية الاميركية التي يتبعها اوباما في سياسته الخارجية لحين انتهاء انتخاباته الرئاسية لا تجدي نفعا، بل تؤزم عملية نجاحه وتسلمه قيادة العالم من جديد، فالشعب الاميركي يستحق منه اهتماما بمصالحه قبل مصلحة اسرائيل، حتى لو كان لدى اللوبي اليهودي ثقله في الانتخابات! لانه اذا تمكن من تحقيق الاصلاحات الداخلية وانعاش اقتصاده من ازمة محققة سيرأس دولته لحقنه دماء الاميركيين بعدم جرهم الى حرب كبرى ستفتعلها اسرائيل، خاصة بعد تغير موازين القوى بصعود التنين الصيني، ومساندته لروسيا وايران سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حتى لو تأزمت منطقة شرق آسيا بحرب بين الكوريتين، فالصين اليوم اصبحت ندا لاميركا بامتياز! مما يحتم على الرئيس اوباما سياسة الحزم اكثر من سياسة التهديد والوعيد لارضاء طرف على حساب طرف آخر، وعدم ترك الامور لقمم عربية لا تستطيع اتخاذ اي قرار حاسم وموحد بحل ازمة سوريا، بل تزيد من تعنت النظام وسيطرة الاسلاميين على قرار المعارضة السورية! اذن المطلوب من اوباما حلول لا تنظير في شؤون الشعوب العربية، لان اي حرب مستنسبة بقرار اسرائيلي، ستشعل المنطقة بأجمعها، ولن ينجو منها احد!
تعليقات