هل ترجمت الرغبة السامية بتفعيل دور الشباب؟

زاوية الكتاب

الديوان الأميري يقصي الحراك الشبابي ويعتمد المحاباة معيارا لمؤتمر الشباب

كتب 1942 مشاهدات 0

(الراي)

 

تواصل الحكم مع الشباب كان مطلبا قديما كتبنا عنه وكتب عنه ونادى به كثيرون حتى قبل بدء الحراك الشبابي والربيع العربي , كما نقلنا هذا المطلب  لبعض أفراد الأسرة الحاكمة , ولهذا كانت إشارة سمو الأمير لعقد مؤتمر للشباب خلال النطق السامي وفي إفتتاح الفصل التشريعي الحالي لمجلس الأمة إشارة ذات مغزى فالأمر ليس مجرد مؤتمر للتلميع الإعلامي أو منع المعارضة من التفرد بالحراك الشبابي بل بالفعل كانت الرغبة السامية حقيقية وصدرت عن أب حنون لم ترضه أجواء الشحناء التي سادت الكويت خلال فترة ما قبل حل مجلس الأمة وإعفاء رئيس الوزراء السابق من منصبه , وهي الأجواء التي وإن كان الشباب الكويتي فيها المحرك والقائد إلا أن هذا الشباب دفع الكلفة أكثر من الآخرين وهي كلفة  تمثلت بعناء ومخاطر  التجمعات التي ضربت فيها القوات الخاصة الشباب مرارا بالعصي ,وإنتهاء بتعرض بعض هؤلاء الشباب للسجن التحفظي وفق تهم خطيرة لا زالت قائمة  .


وهذا نص التوجيه السامي ' أدعوكم للتركيز على رعاية الشباب وتوفير فرص العمل وأسباب الحياة الكريمة لهم وتفعيل مشاركتهم الايجابية ودورهم البناء في خدمة المجتمع وتنميته فهم مبعث الرجاء ومعقد الأمل ولهذا فقد وجهت الديوان الأميري لعقد مؤتمر وطني للشباب يتوج مساعي الشباب وهم يعدون وثيقة وطنية لتمكينهم من تسخير طاقاتهم الخلاقة والاستفادة منها في خدمة وطنهم '.

 


مقدمه
تم تكليف الديوان الأميري لعقد هذا المؤتمر ورأس المستشار في الديوان الوزير السابق الدكتور يوسف الابراهيم اللجنة التحضيرية وتمت الإستعانة بشركات متخصصه في العلاقات العامه والاعلام لتقديم تصور حول كيفية تنظيم هذا المؤتمر ليكون ملائما للرغبة السامية لسمو الامير ومحققا لطموحات الشباب الكويتي , وبالفعل جاءت أفكار متعدده من أهمها:
-  ضرورة إشراك كل الشباب الكويتي في اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر .
- ضرورة أن يدار المؤتمر بلجنته التحضيرية من قبل الشباب أنفسهم وعبر قيامهم بالإختيار التوافقي .
- عدم تدخل الديوان الأميري والحكومة في إجراءات تنظيم المؤتمر كيلا يكون المؤتمر مجرد بهرجة إعلامية لا تعكس الواقع الحقيقي للشباب الكويتي .

 

 سلبيات التنفيذ

ولكن وعند تنفيذ توصيات الشركة المتخصصة والتي رسا عليها العقد لم يتم الإلتزام بتوصيات الشركة ما جعلها تعتذر عن المواصلة حرصا على سمعتها ومهنيتها .


سلبيات فترة التحضير  :


-  لم يتم التقيد بالإجراءات العلمية لعقد المؤتمر وتم قصره على نحو 43 شاب وشابة, وتم إعداد اللجنة التحضيرية للمؤتمر بشكل مركزي وبتدخل من الديوان الأميري عبر تعيين مكتب تنفيذي لم يختاره الشباب من مهامه توجيه المؤتمر لأهداف مسبقة ليست بالضرورة من إختيار الشباب .


- تم اقصاء  شباب الحراك الشبابي ( السور الخامس , كافي , شباب الوثيقة , نقدر , حدم ,...) من عضوية المجلس التحضيري للشباب وهم الذين كانوا معنيين أصلا  بالنطق السامي بدرجة أساسية ,وقيل أن هناك من طعن بوطنيتهم خلال الإجتماعات وهي معلومات لم تتأكد بعد .

- رغم أن التذمر والحراك  الشبابي حصل من مجاميع وطنية مختلفه ألا أن هناك نسبة كبيرة منها من أبناء القبائل وتم خلال ذلك التذمر من وجود محاولات لإقصاء أبناء القبائل , ورغم أن المؤتمر كان فرصة ثمينة للحكم لينفي ذلك لم يتم إختيار أي شاب من أبناء القبائل في المجلس التنفيذي, وتم فقط إختيار شاب أصوله قبلية في المجلس المساند  يعمل في الديوان الأميري.


- تم إختيار أعضاء المجلس التحضيري للشباب عبر ترشيح كل جمعية نفع لمرشحين من قبلها وهي  آلية لا تضمن بالضرورة أن يكون المرشح مناسبا لهذه العضوية فإحدى جمعيات النفع العام رشحت شقيقا لعضو في مجلس الإدارة , وجمعية أخرى رشحت عضوين لا علاقة لهما بعملها اليومي , وجمعية ثالثة رشحت من يعمل في جهة لديها سلفا أعضاء ممثلين بالمشروع الوطني .


- معظم من أختيروا في المجلس التحضيري لم يعرف عنهم العمل في القضايا الشائكة ذات الطابع السياسي التي يفترض أن المؤتمر سيركز عليها لإزالة الإحتقان في وسط الشباب .


- الديوان الأميري وهو يفترض أن يكون جهة تنسيقية بحته تدخل وعين ثمانية أعضاء في المجلس التحضيري للشباب من دون معايير واضحة , ويتضح من الأسماء أن معايير الإختيار لم تكن مهنية بحتة.


- النطق السامي لسمو الأمير ذكر وبشكل محدد أن المؤتمر 'يتوج مساعي الشباب' لا أن يحددها ويحجمها ويقصي قطاعا مهما من الشباب من دون ذكر سبب واضح .


-  لا يتصور في أي بلد في العالم أن يكون هناك مشروع وطني للشباب يشرف عليه أربعة مسؤولين رسميين .


غدا سنكمل الملف وسنقدم بديلا لهذا المؤتمر من شأن الديوان الأميري إذا ما أعتمده أن يترجم مبادرة سمو الأمير بالشكل الصحيح ,ومن شأنه أن يكون آلية تجمع الشباب الكويتي ولا تفرقه .

 


 

 

الآن-مدونة داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك