د. عصام الفليج يرى أن حزب الله 'ضيع مشيته ومشية الحمامة'

زاوية الكتاب

كتب 751 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  ما هو مخرج 'حزب الله' مما جناه؟!

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

يبدو ان «حزب الله» اللبناني ينطبق عليه المثل القائل «ضيع مشيته ومشية الحمامة»، وبلا شك أنه لا يمثل كل شيعة لبنان، انما هي أقدار وتقلب الدول.
فقد رسب في امتحانات عديدة داخل لبنان أفقدته مصداقيته «الوطنية» وتأكيد تبعيته التامة لايران حتى ولو كان ذلك على حساب استقرار الوطن، فتعلقت حكومات عديدة بسبب مواقفه السلبية المؤطرة باسم الدين والممانعة ووو الخ من الشعارات المتقلبة والمتغيرة وفق الاشعارات الخارجية.
وهاهو يعيد الكرة مرة أخرى عندما وقف مع النظام السوري البعثي المجرم رديف البعث العراقي البائد، متناسيا ان اغتيال مغنية كان بعلم وتغطية البعث السوري، ومتجاوزا آلاف الجثث والمعتقلين السوريين خلال أكثر من 30 سنة حكم عسكري ظالم، مواجها ثورة الشعب السوري كله في سقوط أخلاقي مريب على مستوى العالم الاسلامي بالدرجة الأولى.
وحتى على المستوى العربي.. فقد كان «حزب الله» يمثل روح المقاومة، وكلنا يذكر المظاهرات التي خرجت في لبنان وسورية ومصر وعدة دول عربية متضامنة مع الحزب ضد القصف الاسرائيلي للجنوب اللبناني، أما اليوم فقد انحدرت الصورة الذهنية للحزب لدى عموم الناس، وأصبح الحزب خصما لعموم العرب ولخصوص الشعب السوري الثائر بعدما تورط في دمهم، ونرى يوميا في وسائل الاعلام لقطات لحرق أعلام الحزب وصور أمينه العام والهتاف ضده، حتى باتت من يوميات الثورة.
وحتى على مستوى الشارع الفلسطيني، فقد انتقل من التأييد شبه المطلق لـ«حزب الله» الى التنديد به، مع تحول الفلسطينيين في الشتات الى داعمين للثورة السورية بالمطلق.
أما على المستوى الخليجي فقد ازدادت مواقفهم سلبية تجاه «حزب الله»، سواء الشعوب أو الحكومات، فان كان ثمة تعاطف في فترة ما، فقد انتهى ذلك التعاطف مع بداية تأييد حزب البعث السوري.
والأدهى والأمر هو انتقال الخلاف الى الشارع الشيعي نفسه في لبنان رفضا لمناصرة الظالم خلافاً لأدبيات التراث الشيعي صاحب المظلومية، ورفضا لعزل الشيعة في لبنان عن محيطهم العربي والاسلامي، وصدور بيانات ترفض مواقف «حزب الله» من الثورة السورية بتوقيع شخصيات شيعية معروفة، واعلان «براءتها من مواقف الحزب».
لقد فقد «حزب الله» جل أصدقائه على المستوى الدولي والاسلامي والعربي وحتى الشيعي غير المرتبط بايران، وهاهو يعد أيامه بعد سقوط النظام السوري الداعم السياسي والتسليحي، ومحاصرته سياسيا وأخلاقيا وعسكريا واقتصاديا، ولا أعلم ان كان ثمة مخرج من هذا المأزق الذي أوقعته به ايران، ولا أعلم بأي وجه سيقابل الشعب اللبناني الذي وثق به.
«على نفسها جنت براقش» أو على نفسه جنى حزب الله، وليس له مخرج سوى الانسحاب السريع من تأييد النظام السوري، والتحول الأسرع لنصرة الثورة السورية، كما بدأت عدة دول مثل روسيا والصين، الا اذا أرادت التوحد مع الكيان الصهيوني كما فعل بعض الدروز، وكما فعلت بعض الميليشيات اللبنانية المسيحية بعد مذابح المخيمات الفلسطينية!
٭٭٭
«الأخ‎ الصالح‎ خير لك‎ من‎ نفسك‎، لأن‎ النفس‎ أمارة‎ بالسوء‎، والأخ‎ الصالح‎ لا‎ يأمر‎ الا‎ بخير».ابن القيم.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك