سؤال للمستثمر الصغير: كيف تستفيد من صعود السوق؟بقلم د عبد الوهاب أبو داهش

الاقتصاد الآن

894 مشاهدات 0


ارتفعت السوق السعودية بأعلى من 17 في المائة حتى الآن. ومن المتوقع أن تختتم العام بنسبة أعلى - ما لم تحدث ظروف استثنائية - قد تعكس اتجاهها. لكننا نفترض هنا أن السوق ستواصل الصعود حتى نهاية العام. والسؤال هو: كيف يمكن الاستفادة من هذا الصعود والزخم الهائل الذي تشهده السوق هذا العام؟ والإجابة عن هذا السؤال مفيدة للغاية لصغار المتعاملين، وأولئك الذين ليس لديهم خبرة كافية في سوق الأسهم.

من المعروف أن معظم المتداولين في سوق الأسهم هم من الأفراد الذين يشكلون نحو 90 في المائة من المتعاملين. ومعظم هؤلاء الأفراد من غير المحترفين، ومن ذوي الاطلاع البسيط على سوق الأسهم وآلياتها. ويتضح ذلك في إحصائية تداول الأخيرة عن صافي تداول المتعاملين في سوق الأسهم، حيث إن الصناديق والمستثمرين الأجانب عن طريق اتفاقيات المبادلة هم (صافي مشترين)، بمعنى أن مشترياتهم زادت في الشهرين الأولين للسوق، بينما الأفراد هم (صافي بائعين)، حيث زادت مبيعاتهم على مشترياتهم في سوق الأسهم. وبذلك فإن الأفراد يخالفون واحدة من نواميس السوق المتعارف عليها التي تقول إن حالة الصعود المستمرة للسوق تدعم حالة الدخول في السوق والشراء وليس البيع. بل إن مديري المحافظ يقومون برفع مستوى انكشاف المحفظة إلى السوق بشراء مزيد من الأسهم، وبالتالي يصبح نحو 90 إلى 95 في المائة من المحفظة أسهما والنسبة المتبقية نقدا (كاش). وحيث إن هذا المبدأ هو من أساسيات المتعامل في السوق، فإن المستثمر الصغير يجب أن يعي ذلك، ويعمل في ضوئها، وهو ما أحاول تبسيط ذلك في بقية المقال.

السؤال الذي يوجه كثيرا هذه الأيام هو: ماذا أشتري؟ أو ما الشركات التي توصي بها؟ والإجابة عن ذلك ببساطة هي معرفة أن سوق الأسهم تتطلب إدارة محفظة، وليس توصية بشراء سهم معين أو بيع آخر. بمعنى آخر أن على كل فرد أن يضع في ذهنه خطة واضحة في تحديد ماذا يريد من السوق. فالمعروف أن الهدف من دخول السوق هو تحقيق عائد مجز على رأس المال المستثمر. ولعلنا نفترض أن شخصا ما يستهدف تحقيق 20 في المائة على رأسماله المستثمر في سوق الأسهم خلال عام واحد (هو 2012)، فإن تحقيق ذلك يمكن في ظل الزخم الكبير الذي تشهده سوق الأسهم المحلية على النحو التالي:

أولاً: عليك أن تضع 80 في المائة من المبلغ المستثمر في أسهم استثمارية في قطاع البتروكيماويات والبنوك والأسمنت والاتصالات والتجزئة بنسب موزعة حسب أوزان كل شركة في السوق، أو أعلى إذا كان لديك ما يشير الى أن سهم الشركة سيرتفع بصورة قوية. البعض قد يرغب في وضع نسبة أقل من 80 في المائة في أسهم استثمارية تصل إلى 70 في المائة أو 60 في المائة حسب معرفته بالسوق.

ثانيا: وضع نسبة 20 إلى 30 في المائة في أسهم مضاربية، بحيث يعتمد على التحليل الفني للسهم، ومتابعة تحركاته، على أن يكون السهم لشركات عواملها الأساسية قوية، بمعنى أنها تحقق أرباحا، وتوزع عائدا سنويا، لكن حركة أسهمها تتسم بالصفة المضاربية. وهذا النوع من الشركات موجود في السوق بكثرة. وهناك أسهم لشركات استثمارية ممتازة يمكن استغلال هوامش تحرك السهم في تحقيق عوائد مضاربية.

وبهذه الطريقة يمكنك تحقيق عوائد مجزية قد تتجاوز أداء السوق، وتتجاوز المستهدف الأولي وهو 20 في المائة. لكن السؤال الأهم هو: ما تلك الشركات التي ستحقق لي ذلك؟ والإجابة أيضا سهلة، فمعظم شركات السوق الاستثمارية ما زالت تتمتع بمكررات أرباح متدنية، وبأسعار سوقية قريبة من القيمة الدفترية. وهذه الأرقام متوافرة الآن على موقع (تداول)، حيث يمكنك تحديد عدة شركات بمساعدة أحد ممن تثق بمهنيته. كما أن الأسهم المضاربية واضحة بشكل يومي في السوق يمكن للمتابع أن يدركها. وتنشر كثير من المواقع أسعار الدعم والمقاومة بشكل يومي، وكامل التحليل الفني لمعظم أسهم السوق، يمكن الاستفادة منها.

ورغم سهولة الطرح هنا، فإن من المهم إدراك أنه يجب التعامل مع سوق الأسهم على أنها سوق استثمارية بالدرجة الأولى، وأن البقاء فيها أطول فترة ممكنة من سنة إلى ثلاث سنوات أو خمس سنوات سيحقق عوائد مجزية. إن من أكبر الأخطاء التي يرتكبها البعض هو الدخول والخروج بمزاجية، وكذلك الغياب عن السوق لفترات طويلة ومن ثم العودة إليها في وقت الصعود. إن الاستفادة القصوى من السوق هي أن تبقى دائما في السوق بالمبلغ الذي تريده.

الان -ووكالات

تعليقات

اكتب تعليقك