'هش وغير قائم'.. زهير الدجيلي واصفاً التوافق الوطني بالعراق

زاوية الكتاب

كتب 820 مشاهدات 0


القبس

تقرير إخباري  /  سياسة الأزمات خطوة إلى الوراء وخطوة إلى الأمام

زهير الدجيلي

 

شهدت بغداد امس الأول حركة دبلوماسية واسعة بين جهات عديدة لاحتواء الأزمة السياسية المتفاقمة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي واقرانه الآخرين الذين باتوا معارضين له في كل شيء حتى ان بعض مصادر القبس قالت ان حكومته في مهب الريح.
لكن النشاط الدبلوماسي الذي بدأه السفير الأميركي على رأس وفد قيل انه من طاقم السفارة أفلح في جمع الرؤوس الثلاثة (الجمهورية والوزراء والبرلمان) في اجتماع سيعقد على عجل امس الأحد لتهدئة الأزمة المتفاقمة قبيل عقد القمة العربية التي قال عنها السفير بما معناه انها مهمة بالنسبة لواشنطن، وترغب في أن تنعقد على خير وأن يعود العراق الى محيطه العربي .. رغم ان تلك المصادر تعتقد ان لا هذه القمة ولا غيرها يمكنها ان تعيد العراق للعرب بقدر ما تعيده السياسة الحكيمة لحكومة بغداد، وبدون هذه السياسة تصبح كل هذه الأمور مظاهر لإخفاء الواقع المزري لعلاقات القادة.
وما يلفت الانتباه مسارعة الطالباني والمالكي والنجيفي الى عقد اجتماعين منفصلين قالوا بعدهما ان المالكي اظهر استعدادا كبيرا للتجاوب مع مطالب الآخرين، وأن افكاره مع الطالباني متطابقة لحل الأزمة، وأن النجيفي يحمل الافكار نفسها.
وكل هذا الكلام الذي يثير العجب والذي يظهر الرؤساء والقادة وكأنهم «دهن على عسل» جاء في بيان رئاسي تقرر فيه عقد اجتماع الأحد.
هذا الشد والجذب بين قادة الكتل المتنافسة على السلطة يعطي انطباعا أنهم غير مستعدين ولا بعد مائة سنة لحل خلافاتهم، وأن ما يظهرونه من أنواء جوية بينهم( يوم صحو ويوم ممطر) هو لأغراض وقتية ـ كما تقول المصادر ـ يريد كل طرف تحقيق فائدة من وراء هذه القمة التي يعتقد المالكي انها قمة نجاح حكومته، فيما يعتبر المواطنون ان نجاح أي حكومة يكمن في اسعاد الشعب الذي يعاني سوء الخدمات وسوء المعيشة.
ويعتقد الكثيرون ممن يتابعون الحراك المتشنج أنه ليس بالامكان ان يتفق زعماء مختلفون في العقائد وفي الرؤية للأمور، يضاف الى ذلك روح الشك والريبة الكامنة في نفوسهم وغياب مشروع وطني يؤمن به الجميع.
فالحركة الدبلوماسية التي بدأها السفير الأميركي قد تكون نجحت في تهدئة الأجواء الغائمة ريثما ينعقد مؤتمر القمة ويسافر الضيوف. ولكن ماذا بعد ذلك ؟ وماذا بعد خطاب مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان الذي اتهم ائتلاف المالكي بـ«الثلة التي تقود العراق الى الهاوية» واعلن صراحة فض التحالف معها ؟
ان سياسة إدارة الأزمات لا تسير بالطريقة الصحيحة فهي تتراجع نحو الهاوية خطوتين ثم تتقدم خطوة الى أمام بما يسمى توافق وطني هش غير قائم على نوايا صادقة، لهذا تبقى الأوضاع على حافة الهاوية.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك