'أمر حميد'.. خالد طعمة واصفاً المطالبة بتطبيق الشريعة

زاوية الكتاب

كتب 758 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  أحرار لا نقبل الوصاية

خالد طعمة

 

لله الحمد كنت ولا أزال من المطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية الغراء، ولكن الشريعة التي طبقت في وقت الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا لمذهب أو طائفة أو جماعة أو فئة، سبق وأن ذكرت رأيي في مواطن كثيرة حول المادة الثانية من الدستور الكويتي والتي طالبت بتفعيلها لا بتعديلها،ورأيي هنا يقاس عليه بالنسبة إلى المادة (79) من الدستور ولكن مع شديد الأسف تدخل إلى حياتنا كل يوم تصريحات وأحداث مجلس الأمة، ولا أعتقد بأن عدد الأخبار السعيدة التي تنتقل إلينا أكثر من الكئيبة، ويوماً بعد يوم نجد عدداً لا يستهان به من إخواننا يبتعد ويركض عن سيرتهم ومن ثم يهرول إذا تعب من سماع تلك الأخبار مجدداً، وبعد ذلك نترك وسائل الإعلام المحلية وننتقل إلى الخارجية ويوماً بعد يوم تتغير حياتنا ونقوم بالتغرب عنهم ومن ثم عن المجتمع ويكون لهم المجتمع فهل هذا مبتغانا؟

إن الشريعة الإسلامية راقية وصالحة لكل مكان وزمان فهي ليست حكراً على فئة دون أخرى ولا يوجد ديانةً أرقى وأسمح من الإسلام، فمتى ما رغبنا بتطبيقها يتوجب علينا التطبيق الكامل لها لأننا لو أخذنا جزءاً وتركنا آخر فسنشوهها كالجملة التي تقتطع فلا يفهم معناها وهنا لا نكون دعاة إلى تطبيق الشريعة بل إلى تشويه صورتها البهية ووصمها بالقبح وتلويثها بالأنانية.

يجب ألا نترك هذا الشخص أو ذاك يلوثون نقاء شريعتنا الاسلامية، وألا نكون شركاء معهم وأقل شيء هو ألا نهرب من الواقع ونترك لهم المجال في تحقيق مآربهم ومآرب من خلفهم، إنني أخشى كثيراً أن مطالباتي بتطبيق الشريعة الاسلامية تؤخذ بعين شخص يسعى إلى جعل الكويت وفق هواه وجماحه، وخشيتي هذه مثل حزني على ما يفعله بعض المسلمين من أفعال يبرأ عنها الإسلام، إن المطالبة بتطبيق الشريعة أمر حميد ولكن الاستمرار بالخطأ أمر ذميم، ولذلك أصبح السكوت اليوم رسالة سلبية واستسلاما لهؤلاء الدعاة فما المانع أن نكون نحن الدعاة؟ ونطالب تطبيق الشريعة كاملة لا في قضية الحشمة أو عمليات التجميل، فمن منا اليوم يتذكر قضية الايداعات المليونية وضجتها وأخبار المجلس اليوم أين الأولويات التي وعدوننا إياها، إن الحقيقة إن غيبت من هؤلاء الأشخاص فإنها بكل تأكيد لن تغيب عنكم لنبحث معاً عن الحقيقة ولنفعل ولا نتذمر ونتبرم حتى ننزوي ويأتونا إلى غرفنا الخاصة ويتدخلوا بحياتنا ليقم كل منا وفق إمكاناته ويعدل من الواقع المرير حتى يغدو سعيداً وأجمل ولنردد دوماً بأننا أحرار ولا نقبل الوصاية.

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك