'الخرافي' يطالب بإنصاف صغار مستثمري البورصة
زاوية الكتابكتب مارس 24, 2012, 12:01 ص 874 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / البورصة.. وما أدراك ما البورصة؟!
سامي الخرافي
منذ أيام قليلة، التقيت احد الاصدقاء القدامى الاعزاء في احدى المناسبات الاجتماعية، وبعد السؤال عن الاحوال والحديث عن بعض الذكريات الجميلة، دار بيننا نقاش عما آلت اليه اموره بعد نكسة البورصة منذ عام 2008 في الكويت، فتنهد تنهيدة طويلة وبدأ يحدثني قائلا: ان الله سبحانه وتعالى يقول (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، ومن هذا المنطلق بدأت رحلة البحث والعمل لسنوات طويلة وشاقة عما أسعد به اسرتي من خلال السعي لتكوين ثروة عن طريق استثمار اموالي في سوق الاوراق المالية الكويتية، ولم يكن يدور في بالي ان نهايتي ستكون على ما انا عليه الآن، وأنا الذي عشت حياة مترفة قبل ذلك، فتحول الحال وأصبحت من الطبقات الفقيرة، فتذكرت قول لقمان الحكيم لابنه: «يابني اكلت الحنظل وذقت الصبر، فلم اجد شيئا أمر من الفقر، فان افتقرت فلا تحدث به الناس كيلا ينتقصوك»، ودخلت بعد ذلك في مشاكل اجتماعية ونفسية لا يعلم مداها الا رب العالمين، وهذه طبعا حال كل من خسر في البورصة في ذلك الوقت، حيث قام بعضهم ببيع منزله وأنا احدهم، وهناك من اقترض من البنك، وهناك من اخذ معاش التقاعد ..الخ، وهو ما ادى الى حدوث مشكلات اسرية كبيرة من اهمها الطلاق وتشتت الاسرة، وعدم قدرة الاب على الوفاء بالتزاماته الاسرية، ومنعه من السفر، والسكن في شقة صغيرة، وأمور كثيرة اخرى اصابتنا جراء هذه الازمة المالية.
كل ذلك من اجل تكوين ثروة في فترة وجيزة، حيث تم شراء الاسهم، والاكتتاب في احدى الشركات الحكومية الجديدة والتي لم تدرج حتى تاريخه وحدثت المشكلة الكبيرة وهي الخسارة المفجعة التي مازلنا نعاني منها الى الآن، فقد هبطت اسعار الاسهم الى ما دون مستوى الاكتتاب، ولا نستطيع ان نبيع تلك الاسهم لعدم وجود سوق ولا يوجد طلب عليها وخسارة قيمتها السوقية، ويضيف صاحبي: ان المتسببين في هذه الازمة من مجالس ادارة الشركات استطاعوا ان يسرقوا اموالنا، فمنهم من هرب خارج البلاد، ومنهم لايزال موجودا يمارس هوايته في تضليل صغار المكتتبين ويتقاضون رواتب باهظة مقابل الاداء السيئ.
والسؤال الذي نطرحه هنا: أين الجهات ذات العلاقة بتدهور البورصة وهم المسؤولون عن سوق الكويت للاوراق المالية من كل هذا؟ ولماذا لا يعملون على ارجاع الامور الى ما كانت عليه قبل ذلك؟، وأين الاسلوب الاداري والعلمي في التعامل مع هؤلاء ومساعدة ابناء الوطن؟
ان مثل هذه الامور تؤدي الى انعدام الثقة لدى المتعاملين في البورصة، لعلمهم ان هناك فئة ليس لها هدف سوى الاستيلاء على اموال الغير وبأي اسلوب وطريقة، وكل ذلك بسبب التهاون في تطبيق النظم واللوائح والالتزام بنشاط الشركة الرئيسي وكذلك الالتزام بالاجراءات القانونية.
ان المطلوب هو انصاف صغار المستثمرين «المواطن اولا»، وكذلك اعادة الثقة في اقتصادنا الكويتي، ودعم بعض الشركات المدرجة في البورصة بأسلوب علمي واداري صحيح، يعود للمصلحة العامة للشركة والمساهمين وكذلك يحرك عجلة التنمية التي ينادي بها الجميع، واعادة هيكلة هذه الشركات بما يعود بالربحية على المساهمين.
يقول الشاعر:
ان الدراهم في المواطن كلها
تكسو الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة
وهي السلاح لمن أراد قتالا
آخر المطاف: القرار الذي اتخذه اخيرا وزير التربية د.نايف الحجرف بتعديل القرار رقم (1)، ودمج اجازة نصف العام الدراسي مع اجازة اليوم الوطني ويوم التحرير، قرار صائب وحكيم، ويؤكد تفهم الوزير لما يعانيه الميدان التربوي، ونأمل ان تكون هناك قرارات اخرى اكثر جرأة وحسما لكثير من قضايانا التربوية، فله كل الشكر والتقدير وبيّض الله وجهك.
تعليقات