من وراء بث الثقافة التأزيمية في بيئتنا؟.. د. خالد الجنفاوي متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 23, 2012, 1:30 ص 964 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / الإعلام الالكتروني.. تأزيمى
د. خالد عايد الجنفاوي
كشفت دراسة مثيرة حول 'الإعلام الالكتروني (المدونات- الجرائد الالكترونية) تويتر' أجراها قبل أشهر فريق باحثين من جامعة ميزوري الأميركية أن ' الخطابات السياسية (في الولايات المتحدة) أصبحت أكثر سوءَا وأكثر تفرقة لأراء الناس بل وتحرضهم ضد بعضهم بعضا بسبب انتشار الإعلام الإلكتروني, فيذكر بين وارنر الاستاذ المساعد في قسم الاعلام في جامعة ميزوري وأحد الباحثين الرئيسين أن ' الخطر يكمن في تشويه سمعة الطرف المعارض عبر الإعلام الالكتروني بل ومحاولة تدمير المشروعية الأخلاقية لأطروحاته المعارضة.
فعند دراسته لأحد الحملات الرئاسية في الولايات المتحدة (2004) اكتشف البروفيسور بين وارنر أن الحملة دارت حول صراع بين 'الخيرين وبين الأشرار' حيث شاعت آنذاك عبارات مثل: 'دعونا نقاتل من أجل استعادة بلدنا' ويستنتج البروفيسور 'بين' أن هذا النوع من الخطابات السياسية التهييجية والإلكترونية يشير إلى أن المشاركين فيها يعتقدون أن السلطة السياسية في السياق الأميركي تُؤخذ غصباً ولا تستحق فقط ديمقراطيا, (نقلاً عن يوريكا 21-12-2012).
ما يهمنا شخصياً بشأن الدراسة البحثية الأميركية حول التأثير المباشر للإعلام الإلكتروني في الخطابات السياسية المحلية يتعلق فقط في حالة كون جزء معين من هذا الإعلام الالكتروني لا يتبع مبادئ مهنية متعارفا عليها. أو لم يحصل القائمون عليه على ترخيص قانوني بمزاولة هذا النوع من الصحافة المعاصرة. ففي سياقنا الكويتي مثلاً, ومع إحترامنا الكامل للقائمين على بعض الجرائد الإلكترونية والمدونات السياسية نعتقد أن الإعلام الالكتروني غير المنظم والذي يستند غالباً على مبادرات شخصية وليست مهنية ربما يساهم بشكل مباشر في شدة ضراوة بعض خطاباتنا السياسية المحلية.
فحين تُتاح الفرصة للبعض بأن يدلوا بدلوهم وقت ما يشاؤون وكيف ما يشاؤون تحت غطاء صحافي غامض ومن دون أن يمتلك هؤلاء تصريحاً قانونياً بذلك أو من دون أن ينتموا لجهة صحافية قانونية معترف بها في الكويت (جمعية الصحافيين الكويتية) فيحق لنا طرح السؤال التالي: هل بعض وسائل الإعلام الالكترونية غير المرخصة 'تأزيمية' أو هل'تساهم' فعلاً وبشكل مباشر في تشويه الواقع الاجتماعي الكويتي أو تحث على تأجيج ثقافة التحريض والتشكيك?
وإذا عارض البعض هذا التوجه النقدي الحاد نوعاً ما تجاه الإعلام الالكتروني وجادلوا بأن حرية الرأي والتعبير تضمنها قوانينا المحلية ومن هذا المنطلق وحسب هذا الزعم يحق لأي من كان أن ينشر ويبث إلكترونياً ما يريد, ولكننا نسأل بدورنا: من يساهم فعلاً في بث وتكريس الثقافة التأزيمية في بيئتنا المحلية: هل هي الصحف الكويتية المعروفة والمرخصة من قبل وزارة الإعلام والتي يعمل فيها محررين وصحافيين على درجة كبيرة من المهنية, أم فضاء إلكتروني يبدو فوضوياً لا يملك هوية صحافية محددة ويتذبذب ويستمر يتأرجح بين التأزيم والتأزيم المضاد?
تعليقات