'الانحطاط أصبح واقعنا'.. نرمين الحوطي مستنكرة
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2012, 12:07 ص 796 مشاهدات 0
الأنباء
ح..ر..ي..ة
نرمين الحوطي
حروف أربعة نشأت منذ أن خلق الله عز وجل بني الإنسان على كوكب الأرض، تلك الحروف الأربعة التي إذا قمنا بتجميعها تصبح كلمة «حرية»، ذلك المصطلح اختلف الكثيرون في معناه وتضاربت الآراء حول مفهومه حتى أصبح علما يدرس ويقرأ كتاريخ وقوانين ومفاهيم.
مع تطور الزمن وتغير الأنظمة وفرض التعليم على جميع فئات المجتمع نجد أن الحرية أصبحت ليست كلمة بل سلوك في التكوين النفسي للإنسان بل أصبح ذلك السلوك يختلف من حيث المفاهيم والعادات والتقاليد التي يمتلكها سواء الإنسان أو المجتمع بأسره، وبالرغم من الاختلاف إلا أن جميعهم يربطهم شيء واحد وهو أساس مفهوم كلمة «حرية» وهو احترام حرية الآخرين وهنا تنصب قضيتنا اليوم.
بالأمس كان بني البشر ينادون بالحريات والمطالبة بها ابان الاستعمار وتميز اللون وأسباب أخرى قام التاريخ بتسجيلها في كتب الحريات، أما اليوم وبعد أن نال جميع المجتمعات حرياتهم في جميع ميادين وأفرع «الحرية» أصبحت القضية عكسية، نعم فبالأمس كان الإنسان يطالب بحرية الكلمة واحترام الرأي وكان يرفض الاستبداد وفرض الرأي عليه، واليوم أصبحت الحرية ما كان الإنسان يرفضها في السابق.
نعم، فالكثير ممن يتحدثون اليوم باسم الحرية ويكتبون بحروفها هم بالأساس أعداء للحريات، فالحرية هي احترام الذات والرقي في الفكر والحديث، أما ما نشاهده من بعض البرامج أو ما نقرأه لبعض الكتاب فلا يمت للحرية بصلة، ان الفكر الحر والكلمة الصادقة لا تأتي بتشويه الشخوص ولا تنبع من الصراخ غير المسموع، ان هؤلاء للأسف وهم كثيرون قاموا بمسح شامل لمفهوم الحرية وأصبحوا يغرسون في أجيالنا مفهوما جديدا وهو «الهمجية»، وشتان بين المصطلحين فالأول الرقي وللأسف اندثر والثاني الانحطاط وهذا أصبح واقعنا.
كلمة وما تنرد: الحرية تاج فوق رؤوس الأحرار لا يدرك قيمتها الحقيقية إلا من ذاق طعم العبودية ولكن للأسف أصبح الكثير منا في ذلك الزمن عبيدا والسؤال هنا للكثير: من هم أسيادكم؟
تعليقات