قاع الأسواق.. بداية الاستثمار.. بقلم راشد محمد الفوزان
الاقتصاد الآنمارس 20, 2012, 5:31 م 973 مشاهدات 0
من أصعب القراءات للأسواق 'أي سوق' أسهما كان أو عقارا أو إقتصادا، أن تعرف قمة أو ذروة هذا السوق سواء كان في'قاع' أو'قمة'، فحالة القمم للأسواق عندما تكون حالة التفاؤل عالية جدا، وتصبح وسيلة جذب للدخول بهذا الاستثمار باعتبار النمو والربحية المتسارعة غالبا بهذه المرحلة، ويرى الكثير أنها جاذبة ومؤشر دخول، والحقيقة 'غالبا' أنها مرحلة خروج لا دخول للأسواق، باعتبار أن القمم يصنعها المضاربون خاصة في أسواق المال والعقار، والقيعان يصنعها المستثمرون. وحالة الركود والضعف هي مرحلة مملة تخرج الكثير من السوق، باعتبار مستوى وتذبذب الحركة تصبع ضعيفة، خاصة حين تأخذ فترة زمنية طويلة نسبيا، تصبح عامل تأكيد لدى الكثير أنها مرحلة البحث عن البديل 'والغالب أنها مرحلة دخول للسوق' والطبيعي أن يأخذ تشكيل القيعان للأسواق وقتا طويلا بعكس القمم.
كيف تعرف أنه قاع للسوق وسنركز على الأسهم؟ هي مرحلة يبقى فيه المسار الأفقي سعريا ومؤشرا هو المسيطر، مرحلة عدم وضوح رؤية ومشاكل اقتصادية غالبا، تتداول كقيم وكميات تصبح الأضعف والأدنى، المستثمرون يصبحون 'صائدي' فرصة، فكل سهم يقل عن قيمة المستحقة ويملك محفزات مستقبلية واقتصاد واعد سيكون الخيار الأول لهم، لن يظهر شراء عال وتداول عال، فهي مستويات 'تجميع' للسهم، مرحلة إنتظار زوال الظروف الاقتصادية الصعبة وقتها. فلا يجدي رفع أسواق وقت الركود والضعف الاقتصادي، بل الانتظار حتى لسنوات، ولكن سيعوض ذلك ربحا بعد شراء في قيعان، ويستفيدون من أي تحسن اقتصادي في إضافة زخم لأسهمهم، والقاع للسوق ليس نقطة محددة بل 'منطقة' بين رقمين لا رقم واحد. المستثمرون هم من يصنع القاع لأنه يشتري عند مستويات لا يريد أن تهبط دون أهدافه، وهو من يملك القراءة والرؤية المستقبلية ويملك القدرة المالية ويراهن على الزمن.
يجب أن تقيم 'سهمك' ماليا أولا بتحليل كم سعرة العادل، ومستوى النمو المتوقع للشركة والقطاع، ومن هي الإدارة، ووضع الاقتصاد الكلي، وأن السهم يتداول بأقل من قيمة المستحقة له أو قريب جدا منها ويحمل مستقبلا واعدا، عندها يتم الشراء مع معايير ومؤشرات مالية أضافية، وبعدها لك أن تقفل شاشة الأسعار والمتابعة بعد قرارك المدروس والدقيق، وأن تراهن على الزمن والصبر كاستثمار، لكن أن تبحث عن السيولة وكميات التداول والسعر الذي لا يكسر خلال عشر سنوات 'مثلا' عندها ستحدد كثيرا أين يمكن الشراء بسهولة. أما القمم والأسعار المتضخمة سيكون مصيرها التصحيح، فأي سهم يتداول بأعلى من القيمة المستحقة فهو 'خطر' والمضاربة جاذبة، ولكنها غيرآمنة فقد تفقد كل مالك بعكس الاستثمار، ضع أمامك القناعة بالكسب والعقلانية بالقيم وعدم الرضوخ للعاطفة التي عصفت بالكثير وخسروا أموالهم
تعليقات