المسيحيون في فلسطين يرفضون الإساءة للرسول الكريم

عربي و دولي

268 مشاهدات 0


  موقف مشرف وقفه مسيحيو فلسطين، عندما أعلنوا استنكارهم الشديد للرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، ورفض المساس بالرموز الدينية المقدسة للأديان.

وأكد الأب يوسف سعادة -راعي كنيسة الروم الكاثوليك- رفضه الاعتداء على قدسية أي نبي أو دين، وقال بان الذي يدعي انه مسيحي أو ديمقراطي فلا يجوز له ذلك، لان التطاول على نبي مثل النبي محمد يتعارض مع الديانة المسيحية، معربا عن اعتقاده أن هذا العمل 'غير الأخلاقي' ما هو إلا عمل 'سياسي'.

وقال إن الحرية تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين، متمنيا أن يفهم العالم هذه القاعدة الإنسانية. ودعا المسيحيين إلى مراجعة الكتب المقدسة وخاصة 'إنجيل متى' الذي يؤكد على علاقة الإنسان بأخيه الإنسان.

أما الأب جورج عواد -راعي كنيسة الروم الأرثوذكس- فقال بان الاستهزاء بأي نبي هو استهزاء بالله تعالى واعتداء على الرب، ووصف من قاموا بذلك بأنهم ليسوا دينيين ولا يعترفون بالإرادة الإلهية.. وان هدف الرسومات ضرب الوحدة بين الشعوب.

وقال إن الإسلام دين سمحة وليست ديانة عنف، مستذكرا بعض الشواهد التي تؤكد على ذلك، كما استذكر الحروب الصليبية التي قال عنها بأنها وصمة عار على المسيحيين. مشيرا إلى أن المسيحيين في فلسطين كانوا ممنوعين من الصلاة في القدس وبيت لحم وغيرها في عهد الاحتلال الصليبي بعكس ما كان وضعهم تحت الحكم الإسلامي.

وقال إن المسلمين والمسيحيين جميعهم عرب فهم وحدة قومية عربية، والدين لله وحده وجميع الكتب السماوية تحثنا على عمل الفضيلة والنهي عن الفحشاء.

ويشير عواد أن الشرق معروف بحميته على دينه وشرفه ودمه... وهذه الحمية تثير التفرقة والنعرات إن اُستهدفت، وهذا ما تقوم به بعض الجهات باللعب على الوتر الحساس، قائلا: 'يجب علينا اليوم توحيد صفوفنا إخوة مسلمون ومسيحيون، وأن تقوم كل دولة عربية بتهديد سفارات الغرب وإنذارهم للتراجع عما يقومون به، ووقف تلك الحريات الكاذبة.. فحريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين'.

بدوره أكد القس إبراهيم نيروز -راعي الكنيسة الأسقفية- أن المسيحيين والمسلمين في فلسطين شعب واحد لا يتجزأ، وما يحدث اليوم تحت شعار حرية الرأي والإبداع يسيء كثيرا إلى الأديان، ويتعدى ذلك إلى الدينونة والتي تخص الدين نفسه ولا تخص البشر. مشددا على أن تلك الرسوم دخلت في معصية أوامر الله، وهذا خروج عن الفكر الإنساني الصحيح، فهي ليست حرية تعبير بقدر ما هي اعتداء على الآخرين.

وأكد نيروز أن المسحيين لا يختلفون في جزئية احترام مشاعر الآخرين، 'فالمسلمون إخوة لنا وما يحدث اليوم من اعتداء على الهوية الإسلامية إنما هو اعتداء علينا، ونحن الشرقيون علمنا الغرب مثال العيش المشترك لقرون عديدة'.

وختم بتأكيده على أن الشعب الفلسطيني موحد بكل أطيافه، ولديه فسيفسائية عظيمة من سطور التلاحم والتآخي في مواجهة مأساته مع الاحتلال، 'فألمنا واحد وأملنا واحد، وسوط الجلاد علينا واحد والصاروخ والرصاصة مشتركة ونتقاسم غصن الزيتون معا، فنحن شعب واحد لا اختلاف بيننا ومن يتعدى على جزء منا كأنه مسنا في إساءته تلك'.

الآن -فلسطين - سامر خويرة

تعليقات

اكتب تعليقك