الأحزاب ستزيدنا فرقة وأزمات وتوترات.. يوسف الشهاب محذراً

زاوية الكتاب

كتب 551 مشاهدات 0


القبس شرباكة / لا نريد الأحزاب... 'صكوا الأبواب'! يوسف الشهاب خرج علينا بين وقت وآخر، أصوات ونداءات تطالب بالسماح بتأسيس الأحزاب في الكويت - والعياذ بالله - وهي أصوات لا تأخذ - كما يبدو - بالواقع الكويتي الاجتماعي أو حتى السياسي منه، بل ان نتاجها مزيد من التشتت، ومزيد من الاختلاف في الآراء والتوجهات والمواقف والتطلعات، لن يدفع تداعياتها السلبية إلا الوطن والمجتمع حاضراً وبشكل أكثر مستقبلاً. وكأن الذي ينقصنا اليوم - فقط - وجود أحزاب لتزيدنا فرقة وأزمات وتوترات على ما نحن فيه! ويكفينا ما نعانيه من «ربربة» نواب الصراخ الذين شاءت لهم الأقدار ان يأخذوا أماكنهم في قاعة عبدالله السالم بعد أولئك النواب الذين ما زالوا في الذاكرة وفي القلوب. الأحزاب في ديار العروبة لم تجن فيها الشعوب إلا الصراعات والاحتدامات وتصفية الحسابات، والشواهد أمامنا لا تحتاج إلى أدلة ولا براهين، والمكتوب تمكن قراءته من عنوانه، تلك الشعوب التي مزقتها الفرقة والتطرف للحزب حتى ضاع المواطن المسكين الذي لا ينتمي إلى أي حزب وسط أزمات هذه الأحزاب ووسائل ممارساتها «غير الشرعية» في كثير من الأحيان لبلوغ غاية الوصول الى السلطة أو القدرة على فرض القرار بالأغلبية، حتى وان كان ذلك على حساب البلد والمجتمع، الأمر الذي دفع المواطن في تلك الدول على ان يلعن «سنسفيل» الأحزاب ومن جاء بها! في الدول الأوروبية ذات الشعوب المتطورة بالفكر والموقف والاحترام الحقيقي لرأي الطرف الآخر نجحت الأحزاب واستطاعت ان تساهم في بناء أوطانها وان تنال ثقة المواطن فيها، حتى وان لم يكن ضمن صفوف هذه الأحزاب، هناك تبدو فلسفة الممارسة لدى الأحزاب ذات فهم وإدراك بطبيعة وحقيقة الدور الذي عليها أن تقوم به، وتدرك - أيضاً - هذه الأحزاب كيفية سبل مصادر الدعم المالي وخارطة طريق العمل فيها، اضف الى ذلك قدرة هذه الأحزاب على قبول كل نتائج انتخابية وعملية تأتي لحزب من دون آخر، الحال في ديار العروبة غير ذلك، في كل الجوانب ويكفي صراعات الأحزاب العربية في ما بينها، وهي صراعات كان على المطالبين بإشهار الأحزاب عندنا ان يدركوها جيداً ويقفوا على أبعادها وحتى مخاطرها على وحدة مجتمعنا ونموذجيته في الترابط والانسجام. لا توجد لدينا أحزاب رغم ان هناك جماعة تدعي أنها تعمل تحت مسمى «حزب الأمة»، وهو غير شرعي نسمع عنه كما سماعنا بخط الاستواء، الذي لا وجود له على الطبيعة، ولدينا - أيضاً - كتل وتيارات وتحالفات تضم كل منها بضعة أفراد، ومع ذلك يعاني المجتمع من الأزمات والعداوات وتبادل الاتهامات بين كل هذه الجماعات، رغم قلة السكان لدينا! فكيف تكون حالنا حين تخرج علينا الأحزاب بصورة رسمية - لا سمح الله - وكيف سيكون العمل السياسي الكويتي حين تتسابق الأحزاب على قطف كيكة الانتخابات، فينتصر حزب على حساب آخر، وكيف ستكون النتائج؟ وعلى أي صورة تكون المواقف والتوجهات؟! لا نريد الأحزاب، لأنها في أوطاننا العربية سبيل الى الشتات والاتهامات، وعلينا أن نتعلم من تجارب غيرنا، فالعاقل من يأخذ الدرس من تجارب غيره، والجاهل من يرى الخطأ ويسير عليه. ••• • نغزة أبواب إشهار الأحزاب اذا فتحت عندنا فقل على مجتمعنا السلام، والذين يقولون بأهمية إشهارها في العمل السياسي لا نريد منهم سوى أن «يصكوا هذا الباب»! وكل باب يأتي منه الريح علينا ان «نسده ونستريح».. طال عمرك.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك