وليد الرجيب يحذر من انتشار ثقافة أن الرواتب والأجور هبة حكومية وليست حقاً

زاوية الكتاب

كتب 1127 مشاهدات 0


الراى

أصبوحة  /  ثقافة الفزعة

وليد الرجيب

 

في الكويت تسود ثقافة ضد القوانين المدنية، وتمجد الثقافة الأبوية والفزعة، لذا تواجه الاضرابات المشروعة المستندة إلى القوانين والمعاهدات الدولية، كفعل إجرامي يراد من ورائه استنزاف ثروات البلاد، بينما لا تحظى السرقات الحقيقية بهذا القدر من الاهتمام.

وتبين هذه الثقافة أو التربية الحكومة كطرف مسكين مستغل من قبل العمال والنقابات، وإن العمال هو الطرف المستغل (بكسر الغين)، متناسين جشع التجار وتغاضي الحكومة عن التضخم وارتفاع الأسعار، ومتناسين أفعال القطاع الخاص المتعسفة في تسريح شبابنا وشاباتنا، وكذلك رداءة الخدمات الأساسية التي تقدمها الحكومة لأبناء الشعب.

وربما شعرت الحكومة بفداحة خطئها بتوقيعها على المعاهدات الدولية الخاصة بالعمال والعمل، وشعرت كذلك بخطئها لأنها وعدت العمال بالأجور العادلة أكثر من مرة، وأيضاً شعرت بهذا الخطأ لأنها أقرت قوانين تقوم الحكومة بموجبها بمراجعة الرواتب والأجور كل ثلاث سنوات ومقارنتها بمستويات المعيشة.
إن اضرابات عمال وموظفي الخطوط الجوية الكويتية وعمال وموظفي الجمارك، هي اضرابات معلقة منذ العام الماضي، بعدما وعدتهم الحكومة بالزيادة المقررة، ولكنها تنصلت من هذه الوعود.

إن الموظفين والعمال قد أحسنوا الظن بوعود الحكومة، لكنها تنصلت من وعودها لهم وهذا ما دعاهم لتنفيذ الاضراب، فهم ليسوا مجموعة من المشاغبين بل هم طالبو حقوق مشروعة، بينما تغض الحكومة بصرها عن هدر الملايين والرشاوى والإفساد السياسي.

وإذا صحت الإشاعات بأن الحكومة تنوي فصل المضربين من أعمالهم وتحويل قادة النقابات إلى أمن الدولة، فهذا يعني أن الحكومة قد أدخلت نفسها في نفق مظلم وعادت إلى إجراءات أوروبا وأميركا في القرن التاسع عشر، ورغم ذلك حصل العمال وحصلت النقابات في تلك الدول على حقوقها المشروعة، بل انتزعتها انتزاعاً.

ومن الخطر جداً أن تنتشر الثقافة الأبوية وثقافة أن الرواتب والأجور هي هبة وليست حقاً، وهذا للأسف ما تابعته في مواقع التويتر، فكثير من الشباب تأثر بهذه الثقافة واعتبر الاضرابات شكلا من أشكال نهب المال العام، بينما كنا نعول على أن يتعلم الشباب بالذات احترام المعاهدات والمواثيق الدولية.

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك