كلام 'مش' محترم من التجارة، برأي الزيد

 اضراب الجمارك .. بين الحق والضرر

زايد الزيد

أود أن أوضح في هذا المقال بعض النقاط لبعض الأخوة الذين علقوا على بعض تغريداتي المؤيدة لاضراب الجمركيين ، وذلك من اجل توضيح المسألة في اطارها الأشمل والمستحق .

 أولا الاضراب ليس أمرا ابتدعناه في الكويت ، بل هو حق نصت عليه الاتفاقيات الدولية الخاصة بالعمل ، وكذلك نص عليه الدستور الكويتي وأباحه من خلال تأكيده لحق العمال في تشكيل النقابات (مادة ٤٣ من الدستور والتي جاءت بالباب الثالث منه وهو باب الحقوق والواجبات العامة ) ، وأيضا من خلال المادة ١٧٧ من الدستور التي تنص على ان تطبيق الدستور لاينبغي ان يخل بالاتفاقيات الدولية التي التزمت بها الكويت .

 ثانيا ان الاضرابات من المحتم انها تحقق قدرا من الأضرار ، وإلا لما أصبحت ذات جدوى ! والاضرابات في العالم الغربي تشل مصالح الدولة كلها ، ان اضرابات عمال القطارات مثلا في أوروبا تشل الحياة بالكامل وتخلف من ورائها خسائر بالمليارات ، ولو لم تكن كذلك لما أصبح لهذا الحق من قيمة !

تخيل - أو هب أن - اضرابا لايترتب عليه أضرار ، هل يستجيب أحد للمضربين ومطالبهم ؟! مستحيل ، اذا طبيعة حق الاضراب انه تستتبعه أضرار بالضرورة .

ثالثا ان الحكومة هي من طالبت نقابة الجمارك بايقاف الاضراب السابق الذي جرى في نهاية العام الماضي ، مقابل وعودها بقبول ' الكادر ' الذي اقترحته النقابة من دون نقصان !! وهذا يعني أننا أمام حكومة ' مش محترمة ' على حد تعبير د.عبيد الوسمي ، وأمام موظفين مارسوا حقا لهم ، بعدما كانوا يظنون أن حكومتهم محترمة !!

هذا عن حق الاضراب والمضربين ، ولننتقل الى موضوع في غاية الخطورة ، وهو التصريح الصادر عن وزارة التجارة والذي بثته ' كونا ' يوم امس الاول ( الجمعة )  ، ان هذا التصريح يراد منه محاصرة اضراب الجمركيين وافشاله من خلال تخويف الناس من نقص المواد الغذائية من جهة وارتفاع اسعارها من جهة أخرى ، والخطورة في الأمر أن الحكومة لازالت تستمريء الكذب على الناس ، فلقد كذبت على الجمركيين وأخلفت بوعودها لهم ، واليوم تكذب على المستهلكين !

فالحقيقة التي يعرفها الجميع - ويفترض أولهم الحكومة - أننا دولة تستورد الغذاء ولاتصنعه ، واذا كانت عملية الاستيراد توقفت فقط لثلاثة أيام ، وتهدد بسببها أمننا الغذائي ، فإن حكومتنا ' المش محترمة ' لايستحق أن تقود الدولة دقيقة واحدة ، ان بيان التجارة يقول بالنص : ' ان احتمالية تنامي هذا النقص نظرا لتعثر الأعمال الجمركية ... قد يؤثر سلبيا على الأمن الغذائي للبلاد ' !!

هذا الكلام غير المسؤول و ' المش محترم ' ، يعني أننا سنموت جوعا وسنهيم في البراري لو قامت أو حدثت حرب أو قلاقل في المنطقة لمدة شهر واحد !! بينما الكل يعلم أن المخزون الغذائي في الدولة وقت الغزو العراقي رغم نهب معظمه عاش عليه الكويتيون الصامدون حتى التحرير !

وأيضا من مخاطر بيان التجارة أنه صيغ بلغة تحريضية ويراد منها مساهمة الناس في اشعال فتيل هلع مصطنع يكون من نتائجه تكالب الناس على تكديس الغذاء ! ان وزارة التجارة صرحت أكثر من مرة  - كلما زاد الحديث عن احتمال ضرب ايران - ان مخزوننا الغذائي يكفي لمدة تزيد عن العام !!

 بالله عليكم :
 من نصدق ؟
 تصريحات الأمس أم تصريحات اليوم ؟
هل تلوموننا اذا قلنا ان الحكومة لاتستحي من الكذب ؟