التهديد قائم ولا يمكن الاستهانة به
عربي و دوليقائد قوات درع الجزيرة: الأمن الوطني الخليجي مستهدف داخليا وخارجيا
مارس 18, 2012, 10:06 ص 2881 مشاهدات 0
أكد اللواء الركن مطلق بن سالم الازيمع قائد قوات درع الجزيرة المشتركة ان الامن الوطني الخليجي مستهدف داخليا وخارجيا و يجب اخذ الاحتياطات اللازمة لذلك مشيرا في السياق ذاته الى ان حالة عدم الاستقرار في المنطقة مستمرة وان التهديد قائم ولا يمكن الاستهانة باي خطر يستهدف امننا الوطني الخليجي.
وقال اللواء الركن الازيمع في حديث شامل ان الوضع الامني في مملكة البحرين جزء من امن دول مجلس التعاون الخليج العربي ولا يمكن تقييمه الا من خلال تقييم الوضع الامني الخليجي الشامل لكون الأمن الخليجي واحد.
واشار الى ان عقد المؤتمر الثاني لقادة وحدات درع الجزيرة المشتركة في مملكة البحرين هو دليل قاطع على قوة الروابط وصدق الاخوة ووحدة الهدف، وقد تميز المؤتمر بانضمام نخبة من وحدات متميزة إلى اخوانهم في قوات الحق والسلام ضمن برنامج تطوير قوات درع الجزيرة المتفق عليه ولا يحمل عقد هذا المؤتمر في مملكة البحرين اكثر من رسالة الأمن والخير للمنطقة والعالم.
وقال قائد قوات درع الجزيرة المشتركة انه مع الاسف لايزال الصوت العقلاني الداعي إلى التعاون والبناء والتنمية يسمع من جانب واحد من ضفتي الخليج بينما تعلو اصوات التحريض والفرقة من الجانب الآخر، وهو ما يعني أن حالة عدم الاستقرار مستمرة في المنطقة وأن التهديد قائم.
وتابع ان درع الجزيرة وقواته المشتركة تسير بخطى مدروسة ومتفق عليها والطريق واضح المعالم والهدف النهائي معروف ومحدد وهو الوصول إلى قيادة عسكرية موحدة تدير قوات عصرية متدربة على احدث الاسلحة تحمي كيانا مزدهرا بالايمان والكرامة والتنمية، كما ان الاهداف المرحلية معروفة ومتفق عليها وتتم المراجعة بين فترة واخرى من خلال اجتماعات التعاون العسكري للوقوف على سلامة العمل وسرعة الخطى ودقة الاتجاه, وعدم الاعلان عن تفاصيل المسار الدفاعي لا يعني ابدا تعوقه بل هي صفة طبيعية تلازم عمله وترافق نتائجه ومن المؤكد ان المسار الدفاعي هو من انجح المسارات بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وحول وضع الجيوش الخليجية ودرع الجزيرة على ضوء دعوة خادم الحرمين الشريفين للانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي قال انه يوجد دراسات ومقترحات عسكرية تلبي الانتقال إلى اي شكل من أشكال الاتحاد القادم ويتم مراجعتها وتطويرها بصفة مستمرة ضمن جداول اعمال اللجان المختصة والتي تعنى بكل ما يخدم التعاون والدفاع المشترك وسيتم تحديد الترتيبات العسكرية على ضوء الترتيبات السياسية ومسيرة التطوير ماضية في طريقها باذن الله.
وحول التهديدات الايرانية الاخيرة باغلاق مضيق هرمز اوضح ان مضيق هرمز ممر دولي يمر من خلاله جزء كبير من الطاقة الضرورية لكثير من دول العالم واغلاقه من قبل دولة او جهة ما يعني دخولها في مواجهة مع دول العالم، ولا اظن أن هناك دولة في العالم تريد الدخول في مثل هذه المواجهة المحسومة. وعلى كل حال فإن أي تهديد خارجي لنا يحفز المناعة ويقوي الروابط ويشحذ الهمم ويعجل المشاريع المشتركة.
وحول تقييمه للخطر النووي الايراني على المنطقة قال ان الطاقة النووية هي اكثر مصادر الطاقة خطرا واقلها انتشارا وتعتمد عليها الدول التي ليست لديها مصادر طاقة آمنة مثل فرنسا واليابان على سبيل المثال وهي دول ذات قدرات ومستوى تقني عالي، واما الدول النامية وخاصة التي لديها مصادر طاقة اخرى فإن دخولها هذا المجال يعد مجازفة تنطوي على مخاطر وآثار ضارة عليها وعلى الدول المجاورة في حال حدوث كوارث طبيعية او خلل في معايير السلامة فضلا عن الريبة من وراء اقامتها في دول تتمتع بمصادرة طاقة آمنة وعادة ما تكتفي الدول ذات النوايا السلمية باقامة مفاعلات صغيرة في المراكز العلمية لاستخدامها في مجالات الصحة والعلوم الاخرى وتعد المفاعلات النووية بتركيبتها البنيوية احدى اهم نقاط الضعف في المنظومة الدفاعية للدول لإمكانية استهدافها بالتدمير في حال نشوب حرب شاملة, واما انتاج القنابل النووية او غيرها من وسائل التدمير الشامل في منطقة تشهد منذ زمن حالة عدم استقرار فانه سيدفعها لمستقبل مجهول ويأذن بردات فعل اقليمه ودولية لا تحمد عقباها.
وشدد على ان الأمن الوطني لدول مجلس التعاون مستهدف خارجيا وداخليا ولا يمكن الاستهانة بأي خطر يستهدفهما وعلينا اخذ الحيطة وعمل الاحتياطات اللازمة مع ان الأمر ليس بذلك الحجم الذي يصوره البعض فالعدوان الخارجي ومع وجود المانع المائي الاستراتيجي الا ان دول المجلس عملت وتعمل على تحصين دولها بما يحقق الأمن وردع العدوان.
واما على الصعيد الداخلي أكد اللواء الازيمع ان اعداء الاستقرار والتنمية سيعملون على محورين أحدهما التحريض الطائفي والآخر ما يسمى بالربيع العربي، فالتحريض الدخيل المتطرف هما معاول هدم لبنية الوحدة الوطنية وتفكيك للمجتمع وعلى جميع الطوائف نبذها والرجوع إلى حاضنة الجميع والسياج المنيع حب الوطن وقبول الآخر وتفويت الفرصة امام تمرير الاجندات الخارجية على حساب معاناة فئة من المجتمع او كله وسيكتشف من ينساق خلف هذه الأصوات انما هو يعمل على تعطيل تنمية بلده والإضرار بمستقبل ابنائه واحفاده، وفي النهاية لا يصح الا الصحيح.
وأضاف قائلا ... اما ما يسمى بالربيع العربي فالخصوصية التي يمتاز بها مجتمع دول مجلس التعاون كفيلة بتحويله إلى عامل تلاحم ودفع لعجلة البناء والاصلاح ضمن اطار الاسرة الخليجية الواحدة.لكون الانظمة الحاكمة تم اختيارها من قبل الشعب عبر ديمقراطية القبائل العربية وهي ديمقراطية يجهلها او يتجاهلها الكثيرون حين يتناسى البعض اننا في الاصل مجتمع قبلي وعائلي اخترنا من يمثلنا من شيوخ القبائل وكبار العوائل بمحض ارادتنا، واساس اختيارنا تحري الافضل في خدمة ابناء القبيلة وحين ظهرت الحاجة إلى اقامة كيانات مستقلة وحتى لا يحدث نزاع بين القبائل اتفقت على اختيار اسر كريمة تمثل القبائل القاطنة فيها فتم اختيار الأسر الحاكمة في دول مجلس التعاون على هذا الاساس وبذلك تكون الانظمة من اختيار الشعب، وليس من طبيعة ابناء دول مجلس التعاون عرض المطالب والآراء في الشوارع وليسوا في حاجة لها وقد فتحت ابواب ودواوين ومجالس اولياء الامر لطلباتهم وآرائهم عبر موروث رائع يحفظ الكرامة ويقوي اللحمة ويستنير بهدي الشريعة الغراء ولو وجدت الشعوب العربية قلوبا نصوحة وابوابا مفتوحة لما لجأت إلى الشوارع.
وأشار الى انه بعدما تقشعت غيوم الموجة اخيرا واتضحت الرؤية وجدنا شعوب الدول التي مرت بها عاصفة ما يسمى الربيع العربي تختار من يتوسمون فيهم عزة الدين وتحقيق الكرامة ورفع مستوى الدخل وهو ما نتوسمه دائما بقادتنا وما علينا الا المحافظة على مكتسباتنا وبذل الجهد والاخلاص والاصلاح لنكمل المسيرة المباركة.
تعليقات