ماذا جرى للتحويلات الخارجية التي دفعت لاستقالة وزيرها؟

 

الخارجية الكويتية بحاجة إلى' نَفْضة '

بقلم: يوسف مبارك المباركي

البعثات الدبلوماسية الكويتية لازالت تعاني كثيراً من القصور سواءً من اهتراء مبانيها أو عدم كفايتها فسياسة القص واللصق هي المنهج لأنه لا توجد رؤية وخطة واضحة لدى الوزارة لأنها تبحث إلى الأرخص ناسية بأن هذه البعثات تمثل دولة الكويت الغنية ،وإن هذا السلوك يقلّل من هيبة الدولة أضـف إلى ذلـك عن وجـود بعض البعثات بأماكن غير آمنة وبعيدة .

 إن المـسؤول القابع خلف مكتبه بالخارجية لم يكلف نفسـه يوماً ويزور جميع البعثات ليتلمــس حاجاتهم وإذا أراد أن يزور ويغـدق الأموال فعلى الدول التي يحبها ويرتادها  فقط ،إن إشغال الســفير بقضايا هامشـية من اســـتدراج عروض أســـعار وبعد ذلك تـقـرر الوزارة أي الأسـعار أرخص !! ناسين أو متناســـين بأن الســفير ممثلاً لسـمو الأمير حفظه اللــه ومهمته توثيق العلاقات مع الدول المعنية ومتابعة شـــؤون الرعايا الكويتين ،ومن ضمن المهـازل أيضاً بـأن احتفالات العيد الوطني  الســـنوية لا تقام كلها بـفـنـادق خمـــس نجوم لجميع البعثات ،لماذا ؟ حســـب علاقة السفير مع الوزارة فإن كان من المغضوب عليه يقيمها بفنادق ثـلاثـة نـجوم ناسين أن هذا السفير لا يمثل نفسه بل الكويت .

ومن ضمن المآخذ أيضاً أن الســفير ينــسى مســماه الحقيقي ويتحول إلى مندوب علاقات عامة يســتقبل هذا المســــــؤول أو ذاك وأحيانــاً عائـلـتـه وهم ليســوا بمهمات رســمية للدولة فقط كي ينال الرضى من هـؤلاء المــــسؤولين والأنكى من ذلك بعض المسؤولين يستغل سيارات السفارة للزيارات الغير رسـمية لماذا..؟ كي يوفر من جانب و يقال عن الســفير 'واللـه ما قصر معانا '  ،فعلى جميع الســـفراء بأن يعوا ما هي مهمتهم ودورهــم الحـقـيـقي وصفاتـهـم الدبـلوماســـية بـمـوجـب اتــفـاقـيـة فـيـيـنـا الصــادرة في 18/4/ 1961 وأن يحـفـظـوهـا عن ظهر قلب ولا يقبلوا بهذا الوضع المعوج .

ومن القضايا التي أصابها الفساد وهي الأخطر كيفية تعيين الدبلوماسيين واخيتار السفراء لم تكن على أسس و معايير واضحة المعالم من حيث الكفاءة والقدرة الذاتية وإيجادته اللغة الإنجليزية وإنما لترضيات سياسـية من أجل تحييد استجواب أو قرابة متناسين بأن هذا الدبلوماسي سيمثل  الكويت واذا لم تكن تســعفه قدراته الذاتيه فكيف يدافع عن حق الكويت ورعاياها إن لم تكن لديه معرفه واطلاع واســع بمفاهيم وأصول العمل الدبلوماسي فهو ليس جواز سفر أو صفة  يحملها إن ســفاراتنا تؤن بهذه النوعية وما أكثرهم حيث انكشفوا أثناء الغزو العراقي عام 1990  والضحية هي الكويت ورعـايـاهـا. أما الـقـضية التي هــزت البلاد وهي  'التحويلات الخارجية' مما دعى إلى تقديـم الشــيخ د.محمد صباح السالم الصباح استقالته فوراً لعدم درايته بالموضوع أصلاً ،فإنني أناشد الأخ معالي وزير الخارجية وهو ابن الوزارة ويعلم خباياها بأن يكـون معول بناء لـتصحـيـح هذه الأخطاء والســلبيات التي مضى عليها عشــرات السنين ابتداءً بإختيار تصميم خاص وموحد لجميع سفاراتها وأن يستبدل مقرات بعضها بأخرى جديدة فارهة تعكـس وجه دولة الكويت الغنية وأن يتم زيادة المصروفات الســرية  لدى البعثات وتعميم على كافة البعثات بأن تقام الأعياد الوطنية بفنادق خمــسة نجوم وأن تذهب بعثة مــشرفة من الوزارة تعاين بنفسها الوضع لأن بعض السفراء ليسـت لديهم معرفة بالأتكيت ..بالنهايـة المعني هي دولـة الكـويـت أما مـوضـوع الـرد عـلى التحويـلات الخارجية يجب أن تكون هناك شــفافية ولا يتم طمطمة الموضوع من أجل خاطر فلان وعلان . إن ســمعة الكويت اهتزت وربت من كثرة الفساد والعبث الذي أصاب كل أنحاء البلاد إننا نتأمل منك ومن الحكومة أيضاً أن تترجم بأنها ذات نهج جديد ونفــس جديد حتى تنتقل وزارة الخارجية نقلة نـوعية وعليـك تحمل تبعات موقفك الجرئ والكل سيقف معك كما وقف الشعب الكويتي بجانب الشيخ د.محمد صباح السالم فكسب نفسه أولاً و احترم الشعب الكويتي على موقفه المبدئي . والشاعر يقول: إن المناصب لا تدوم لواحدٍ..إن كنت في شكٍ فأين الأول فأزرع من الفعل الجميل صنائعاً...فإذا عُزلت فإنها لا تعزل

رابط:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=100319&cid=43