نسبة الفقر بين المصريين تتعدى الـ25% والثورة المقبلة للجياع

قال عدد من خبراء الاقتصاد، إن نسبة الفقر بين المصريين تتعدى 25% بعكس ما أعلنه البنك الدولى، لأن الواقع يظهر أن معظم المصريين يعيشون فى فقر مدقع، وهو ما سيقودهم فى المستقبل إلى ثورة جياع.

وأكد الدكتور مصطفى السعيد رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب سابقا، أن نسبة الفقر التى قدرها البنك الدولى بحوالى 22 % تقل كثيرا عن الواقع، لافتاإلى أن هناك اختلافات فى تقديرات نسبة الفقر فى مصر، حيث تم تحديده بنحو 21.56%، بينما هناك نسبة الـ41 % والتى تشمل كل من هم تحت خط الفقر ومن هم على خط الفقر ومن هم على مقربة منه.

وأشار السعيد إلى أن الحكومات السابقة لم تكن تهتم بمحدودى الدخل، وكانت تركز على الصفوة ورجال الأعمال المقربين من النظام السابق، ولذلك انتشرت العشوائيات التى ربما تهدد بكارثة فى أى وقت.

من جانبه، قال اللواء أبو بكر الجندى رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء، إن نسبة الفقر تتعدى الـ25%، لافتا إلى أن الفقر يحتسب على أساس الدخل الشهرى للفرد بحوالى 40.6 دولار وهو ما يعادل أقل من دولارين يوميا، لافتا إلى أن نسبة الفقر المدقع أى معدل الدخل اليومى أقل من دولار تراجعت إلى 4.8% بينما كانت فى عام 2010 حوالى 6.1%.

وأضاف الجندى، أن الغالبية العظمى من الفقراء لم يحصلوا إلا على التعليم الابتدائى على الأكثر، وأن هناك ارتباطا وثيقا بين الاستقرار فى العمل والفقر، وأوضحت المعطيات أن نحو 25 % من الفقراء يعملون فى عمل غير دائم 'متقطع'.

وأوضح خضر قورة مستشار معهد التخطيط القومى، أن المشكلة ليست فى الإحصائيات والأرقام، لأن الواقع يؤكد أن نسب الفقر أكبر من هذه النسب التى ترصدها الجهات الرسمية، خاصة أن مصر بها آلاف المناطق العشوائية التى تعتبر قنبلة موقوتة مهددة تنفجر فى أى وقت، وإذا نظرنا إلى الاعتصامات والمظاهرات الفئوية التى لم تنقطع منذ قيام الثورة، فسوف نتأكد من وجود مؤشرات لحدوث ثورة جياع.

ومن جانبه، قال رشاد عبده الخبير الاقتصادى، إنه يوجد نوعان من الفقر، الأول هو الفقر المطلق حيث لا يتجاوز مستوى الدخل دولارا واحدا، أما الثانى فهو الفقر النسبى، حيث لا يتجاوز دخل الفرد 2 دولار، مؤكداً أن الأفراد فى مصر يعيشون فى فقر مدقع، فإذا حصل الفرد على 2 دولار فى اليوم ( 12 جنيه و360 جنيه فى الشهر) فإن هذا المبلغ لا يكفل له الحصول على احتياجاته الأساسية.

وطالب عبده بضرورة الاهتمام بعدالة التوزيع فى الدخل، حيث تعانى مصر من سوء التوزيع منذ أكثر من 30 عاما، مشيراً إلى أن بداية مواجهة الفقر تكمن فى الاهتمام بعدالة توزيع الدخل، خاصة وأن 5 % فقط من المصريين يسكنون فى قصور.