ثنائي السلطة والمال مازال النفوذ الأقوى إلى الآن.. الشيخ مشعل متأسفا
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2012, 12:24 ص 1551 مشاهدات 0
عالم اليوم
ماذا ينتظرون؟!
النفوذ السياسي وانحراف الرؤية
كتب الشيخ مشعل مالك محمد الصباح
هناك الكثير من الظروف والعوامل التي تجعل النفوذ السياسي يتسع لاتجاه أو تيار ما ومع اختلاف الاتجاهات وتعدد التيارات يبقى العامل الوحيد المشترك لازدياد أي نفوذ بطريقة شرعية وهو الدفاع عن مبادئ عامة أساسية والعمل من أجل مصلحة الوطن، فإن الدفاع عن المبادئ العامة هو ما يكسب أي اتجاه أو تيار أهميته وشرعيته.
وعلى النقيض عندما ترى الفئة أو الاتجاه أو التيار الذي يتمتع بنفوذ سياسي عالي لا يقوم بالدفاع عن المبادئ العامة المتعارف عليها ولا يقدم ما فيه مصلحة للوطن والمواطن فهذا معناه انعدام الشرعية لهذا النفوذ أو اغتصابه النفوذ بالقوة دون اللجوء إلى الشرعية الحقيقية وهذه الحالة من النفوذ السياسي تدل على انحراف الرؤية.
الرؤية لابد أن تكون رؤية إصلاح وتنمية للإنسان وللمجتمع ولابد أن تكون هذه الرؤية واضحة ومستقرة في عقل ووجدان أي مسؤول في الدولة وأن تعمل الدولة على تطبيقها مهما اختلفت الأفراد والوجوه فإنه لا مجال لتحقيق أهداف الفرد والمجتمع إلا برؤية واضحة تعتبر البوصلة التي تحدد الاتجاه الصحيح من الاتجاه المعاكس.
ونحن في الكويت رغم انتصار الاتجاه المعارض نسبيا في المجلس إلا أن نفوذه مازال محدودا وضيقا بالنسبة للفئة الأقوى التي تسيطر على السلطة التنفيذية، بإيعاز من النفوذ الحقيقي للوبي المستفيد ليتكون الثنائي الذي افسد الحياة السياسية في جميع الدول العربية ثنائي السلطة والمال للأسف الشديد هذا هو النفوذ الأقوى إلى الآن في دولة الكويت النفوذ الذي يعبر عن مسؤولين فاسدين ومستفيدين من أصحاب الأموال، هذا الثنائي الذي لا يدعم أبدا أي مبدأ من المبادئ العامة في المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية لان هدفه الاول والأخير تحقيق المصلحة الشخصية لذلك كان هذا النفوذ السبب الذي قضى على أي اتجاه آخر يعمل على الحد من قوته.
هذا الثنائي أصبح غير قادر على قيادة البلاد بسبب انتشار الفساد على يديه ومع انتشار الفساد تضيع الكفاءة وما الدافع الذي يدفعهم لتحقيق التميز والكفاءة وهم يحققون كل شيء بطرق غير مشروعة.
إن واقع الفساد الذي نعيشه الذي تمثل في انتشار التمييز على المستويات كافة وما خلفه من ظلم اجتماعي من جانب يهدر المال العام ومن جانب آخر يسيء توزيعه على أفراد المجتمع كل هذا نتاج لهذا الثنائي الذي بسط نفوذه وبدأت ثماره تظهر على شكل احتجاجات وتظاهرات وإضرابات.
ان ضياع الحريات وإحكام السيطرة على جميع وسائل الإعلام وجعلها خاضعة لهذا النفوذ الذي يفقد الشرعية كانت نتاج لهذا الثنائي الذي قمع الشباب وفرق بينهم حتى بين شباب الأسرة الواحدة بما فيها الأسرة الحاكمة فلا صوت يعلو فوق صوتهم ولا اتجاه إلا اتجاههم.
وكان تأخر التنمية وترهل مؤسسات الدولة وتدهور جميع القطاعات داخل الدولة كان الشيء الذي توج جهود وأعمال هذا الثنائي البشع الذي انتشر داخل الكويت مثل سرطان ولا يجدي معه أي علاج إلا البتر.
كل ما تمر به الكويت الآن يدل على انحراف الرؤية السياسية لمن يملكون النفوذ وهو عقبة رئيسية أمام تحقيق المبادئ العامة الأساسية.
تعليقات