خالد الرفاعي يكتب عن جشع التجار الاحتكاريين
زاوية الكتابكتب مارس 13, 2012, 8:44 ص 3095 مشاهدات 0
في منتصف اربعينيات القرن الماضي حدث تحول عالمي كبير في حياة المجتمعات المختلفة على كافة الأصعدة وذلك بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، فمحليا اتجه الكويتيون للوظائف الحكومية مع تبدل الأحوال المادية في البلاد من الفقر الى الرخاء، ما لبث أن تحول الى دوران لعجلة التنمية لاحقا في بداية الخمسينيات نتيجة عوائد النفط المجزية.
في ذلك الحين كان اتجاه المواطن نحو العمل بالقطاع العام ضرورة وطنية للنهوض بالبلاد لرفع شأنها وازدهارها وكان أمل المواطن ينصب نحو بلد متطور يؤمن له ولأبنائه مستقبل زاهر وحياة كريمة، في الجانب الآخر كان هناك فريق يخطط للاستيلاء على أغلب الاراضي داخل خط التنظيم، وفريق آخر يخطط لتكييف القوانين لاحتكار الوكالات التجارية، ففي غفلة من المواطن استطاع الفريقين الهيمنة على الاقتصاد الكويتي خلال مدة قليلة، وبعد صعود جيل الأبناء 'الذين لم يحظوا بأموال التثمين' ودخولهم الى سوق العمل مقابل رواتب محدودة، اضطر المواطن منهم ومن الأجيال التي تبعته في دفع أغلب راتبه لشراء ارض سكنية بمئات الآلاف، وشراء مواد البناء وغيرها من خلال الاقتراض من البنوك المملوكة لتجار الأراضي وأصحاب الوكالات التجارية وبفوائد مضاعفه، فالفريقين اصبحا شركاء في أهم المؤسسات الاقتصادية، وهما بالغالب من يحظون بالمناقصات الحكومية العملاقة وغيرها.
بعد قفز سعر برميل النفط الى أكثر من مائة دولار وبعد الفوائض المليارية لأكثر من عشرة سنوات متواصلة، لا يزال المواطن يعاني من غلاء الأسعار ومن أزمة سكن ومن أزمة قروض تسببت بها البنوك دون رادع حكومي، فلا مجال اليوم أمام المواطن الا المطالبة برفع راتبه، ورفع بدل الايجار، ففترة الانتظار للسكن الحكومي تفوق الخمسة عشرة عاما، فأي سكن ب 150 دينار لأسرة تكونت منذ عشرة سنوات، أن تناسب قيمة بدل الايجار مع اسعار السوق هي من العدالة كأن يكون 450 دينار مثلا، فالراتب والبدل يجب أن يوفرا للأسرة الكويتية حياة كريمة، فالمواطن لن يتوقف عن المطالبة بالزيادات ما لم تقوم الحكومة أولا بكبح جماح الغلاء وكسر الاحتكار بكافة اشكاله، والقيام بتسريع عملية توفير الأراضي لأصحاب الطلبات الاسكانية الذين فاق عددهم ال 88000 طلب.
ان المضحك المبكي هو وصف بعض التجار الاحتكاريين للمواطنين المطالبين بالزيادات بالدلع وعدم الأحقية وعدم الجدية بالعمل، والأدهى والأمر هو ادعائهم بالخوف على أموال الأجيال القادمة.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
خالد السيد عبدالمحسن الرفاعي
تعليقات