'أصبحت تباع فى سوق النخاسة السياسية'.. 'المقاطع' متحدثاُ عن مقاعد البرلمان
زاوية الكتابكتب مارس 12, 2012, 12:33 ص 644 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / الإرادة السياسية للإصلاح.. وحسابات الغرب
محمد عبد المحسن المقاطع
إن المتابع لوضع الكويت منذ ثلاثة عقود يدرك أنها في حالة توقف كامل عن التنمية، مع تزايد عجلة الفساد وتفشيه بصورة واضحة، فمن الفساد المالي الى تعطل المشاريع، مرورا بالتسيب والانفلات الاداري، ووقوفا عند انهيار القيم البرلمانية وظهور الفساد البرلماني بصورة كبيرة، وجميع تلك الصور تعكس واقعا حزينا للبلد، وهو ما يثير تساؤلات عدة عن أسباب تفشي الفساد وتعطل التنمية، على الرغم من أن لدى الكويت وفرة مالية كبيرة تسمح بأن يتم وضعها على قائمة الدول المتقدمة بشريا وتنمويا، والمتفوقة في وقف الفساد ومظاهره، التي لم يسلم منها حتى التعليم بشهادات الجامعات غير المعترف بها، أو بترهل التعليم العام والجامعي وتحول الدراسة الى حق مكتسب للشهادة، بكل أسف!
أعود لأقول ان الكويت لا ينقصها حتى تتحرك عجلة التنمية وتستأصل فيها مواضع الفساد ويُوقَف فيها رموز هذا الفساد ومحركوه والضالعون فيه، الا الى قرار سياسي حازم وواضح وسريع على المستويين السياسي والحكومي في آن واحد، مصحوبا بقرار مماثل على المستوى البرلماني بعد أن تحولت مقاعد البرلمان في السنوات الأخيرة الى مقاعد للبيع في المزاد العلني في سوق النخاسة السياسية، وهو ما يتطلب أن تواجه صراعات الأسرة بصورة حازمة وعلى جميع المستويات، لأن ما نراه في الواقع السياسي هو انعكاس لذلك الصراع، حتى في اثارة الأبعاد التي تؤدي الى تفتيت المجتمع ونسيجه، وضرب مكوناته واشاعة الاستقطابات القبلية او الطائفية او الفئوية، بكل أسف!
فما الذي ينقصنا غير الارادة السياسية؟ فهلا أظهرنا هذه الارادة حسما للأمور؟!
على صعيد آخر، فان السؤال المهم الذي طرحته اذاعة الـ «بي بي سي» الانكليزية أمس (الموافق 11 مارس 2012) على أحد ضيوفها السياسيين السيد جون، وهو محلل سياسي غربي، حيث سئل عن الفارق بين موقف الغرب في شأن العراق ومصر وليبيا عنه في شأن سوريا؟ ولماذا هذا البطء والتردد في سوريا، فأجاب بأنه بسبب أن هناك أخطاء كبيرة ارتكبت في شأن العراق أدت الى أن اصبح العراق فالتا عن سيطرة الغرب خلافا لما كان مخططا له أو مرغوبا فيه، وهذا هو الشأن اليوم بالنسبة الى تغير النظام في ليبيا، اذ ان النظام الجديد الذي اصبح حاكما في ليبيا لم تعد معلومةً اتجاهاته ومواقفه من الغرب، في الوقت الذي كان النظام السابق (ويقصد القذافي) واضحا بالنسبة الينا وافضل في التعامل وفي التنبؤ المستقبلي.
إذاً لمن يظن أن موقف الغرب والمناورات التي تتخذ بالتصريحات النارية التي تطلقها اميركا واوروبا في شأن سوريا هو موقف مبدئي او اخلاقي فهو مخطئ ويعيش في وهم، ولذا فان انطلاقتهم مردها في الاساس مصالحهم وحساباتهم الذاتية، ولذا هم يناورون معنا بمواقفهم الايجابية تجاه سوريا في الوقت الذي يوعزون فيه الى روسيا والصين باتخاذ مواقف متشددة، وكلاهما في واقع الأمر على ترتيب مع الطرف الآخر، لأن المصلحة بينهما مشتركة واقتسام العالم وفقا لهذه المصالح هو الترتيب الذي يسيرون عليه، وليس الدفاع عن حقوق الانسان أو في مواجهة الظلم أو من منطلق مبدئي أو أخلاقي كما نعتقد، ولذا فان معاييرهم - دائما - مزدوجة - تماما - كما هي في شأن الكيان الصهيوني في اسرائيل، فلا أفضل من ايضاح موقفهم في سوريا من اجابات السيد جون للــ «بي بي سي»
تعليقات