كوثر الجوعان تنتقد الاقتراحات 'التافهة' لبعض النواب وتناشد 'السعدون' وقفها

زاوية الكتاب

كتب 1476 مشاهدات 0


القبس

أيها الرئيس... أوقفوهم

كوثر عبد الله الجوعان

عشنا فترات صاخبة بين شد وجذب، لا لشيء سوى الانتقام من هذا، والحقد على ذاك! غاب عن الكثيرين البصر والبصيرة، ولولا رحمة الله، وحكمة سمو الأمير، حفظه الله، لجرفنا المد، وصرنا في أعماق البحار.
إن الصخب المريب الذي عايشناه أقلق مضاجع الجميع، وانتهى هذا الصخب بالإعلانات المغشوشة الممزوجة بالحقد والكراهية، وحمدنا الله على سلامة وطننا وسلامتنا.
شخصياً، لم أتفاءل بزوال الصخب العشوائي، فالمؤشرات موجودة وواضحة، إلا أن السكوت عن هذا الصخب، وبهذه الطريقة في عهدك هذا ما لم يكن مأمولاً.
أيها الرئيس، هي المرة الأولى التي أكتب فيها إليك فيها طيلة عمرك السياسي، أطال الله في عمرك، فقد كنت أتابعك بزهو، وأنت تحمي الدستور من عبث العابثين، أكتب إليك ولا تزال كلماتك تطن في أذني «إلا الدستور». واليوم لم يمض شهر على مجلسكم، ولم ينعقد سوى اجتماعين، ووجدنا انحرافات من نواب لم نكن نتمناها لكم، وأنتم الرئيس، ابتداء من سن الإضافة المشروطة للقسم أو غير المشروطة، إلى اجتماع في ياخور يسمى باجتماع الأغلبية، تستحوذ فيه على كل الأمور والقضايا، ضاربة عرض الحائط برأي الأقلية والشعب أيضاً، اجتماع غير مسبوق في مخرجاته، ومنها احتكار كثير من اللجان البرلمانية، والمطالبة بتعديل المادة الثانية، كأننا في عهد الجاهلية الأولى، أو أن الإسلام لا يعرفه هذا البلد وأهله ومن يقيمون فيه! ومما زاد من هذا الانحراف تصريح للنائب محمد هايف بإقرار قانون للحشمة، ما أضحكني وأحزنني في وقت واحد. - وأنا لست خائفة من إقراره لأنه لن يقر - أضحكني لأنه صدر من نائب يفترض فيه تقدير الأولويات، والابتعاد عن الصخب الإعلامي، وأحزنني سكوتكم أيها الرئيس، خصوصاً أنه عضو في كتلة الأغلبية التي أنتم أحد أعمدتها إن لم تكن العمود الرئيسي.
لذا، أناشدك أيها الرئيس، وأنتم على مشارف اختتام مشواركم النيابي السياسي، أن توقفوا تفاهة اقتراحات بعض نواب يجهلون أبجديات العمل التشريعي، فقد أصبح أبناؤنا يسخرون من مجلس كهذا، وأنتم بالتأكيد لا تريدون ذلك، فهل نسمع منكم كلمة وموقفاً؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك