وليد الرجيب يحذر من مؤامرة دولية ضد الثورة السورية

زاوية الكتاب

كتب 711 مشاهدات 0


الراى

صبوحة شعوبنا تعانى من الظلم والتخلف

وليد الرجيب

أنا أجزم بأن هناك مؤامرة دولية ضد الثورة السورية، رغم أنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود مؤامرات، فقد طالعتنا الأخبار بأن هناك تخوفاً اسرائيلياً من سقوط نظام بشار الأسد الوشيك، وهذا دعاها إلى التحرك سريعاً والاتفاق مع روسيا للحيلولة دون سقوط هذا النظام، كما تحرك رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مناشداً حليفته الولايات المتحدة، بعدم اتخاذ أي إجراء من شأنه التسريع بسقوط النظام السوري، وتبرير اسرائيل أنه يجب الحفاظ على حامي الحدود الشمالية قبل أن يأتي نظام يهدد هذه الحدود.
وهذا انعكس على المواقف الدولية المائعة حول جرائم هذا النظام ضد شعبه، فأوباما يردد أنه لم يستنفد الحل السياسي للأزمة السورية، وكوفي عنان وهو المبعوث الدولي للتقصي ساوى بين النظام والمعارضة في العنف الواقع على الشعب السوري، أما الدول العربية فمنقسمة على نفسها في الموقف من النظام السوري.
وهذا ينطبق على شعوبنا العربية التي تحركها الطائفية والوهم العروبي المقاوم، وليس هناك أفضل من مثال البرلمان الكويتي الذي يدعو للرثاء، فمن وقف ضد قمع النظام السوري لشعبه، وقف ضد مطالب الشعب البحريني ودعا إلى إرسال قوات لقمعه، ورغم تقرير بسيوني الذي أعلن عدم وجود دلائل لارتباط المعارضة بإيران وأثبت وجود تعسف قمعي لرجال الأمن، إلا أن ذلك لم يغير من قناعة الطائفيين، والعكس صحيح.
إن الطائفية تذهب بشعوبنا إلى الهاوية، وتمزق التضامن العربي ووحدة صفه، وتبطئ من عملية التغيير وإرساء الديموقراطية والحرية لشعوبنا، كما أن الإسلام السياسي المدعوم من الولايات المتحدة، يتجاهل الدساتير العربية على هشاشتها، بل وينقض عليها بقوانين مناقضة لنصوصه التي تقدس الحريات الشخصية، مثل قانون الحشمة المعيب لأهل الكويت، فهل نستغرب بعد ذلك تشجيع البعض للنظام السوري على ذبح شعبه؟ فكم قرنا نحتاج كي نتعلم كيف نتمسك بإنسانيتنا وبحرياتنا وبأوطاننا؟ وكيف نفرق بين الحق والباطل؟ بعد أن اعتبرنا أن القتل الجماعي وقتل الأطفال هو دفاع عن مصالح الأمة العربية، وتعذيب الحرائر واغتصابهن مقاومة للصهيونية والامبريالية.
نقولها بملء الفم ان هذا النظام سيسقط حتماً مهما طال الظلم واستفحل التخلف العربي، وستتحرر بلداننا العربية من التخلف والديكتاتورية والتفرد بالقرار، هكذا يقول منطق التاريخ والعلم.

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك