إذا فسدت ضمائر القيمين على النظام دب الضعف في الدولة برأى فيصل الزامل

زاوية الكتاب

كتب 695 مشاهدات 0


الأنباء
اختراق الأنظمة.. له صور كثيرة
فيصل الزامل

هل سمعت عن استخدام بعض شركات الادوية العالمية لاطباء للدفاع عن ادوية ضارة بالبشر؟ ثم، بعد معركة طويلة يتم التحذير من خطورتها ويمنع استخدامها، هذه صورة من صور اختراق الاشرار للنظام الصحي لمصالح تلك الشركات، الا ان صور اختراق الانظمة كثيرة ومتعددة، فهناك اختراق لانظمة الحواسيب الالكترونية ولا ينجح في ذلك العمل الا الخبير العارف بها، الشيء نفسه يحدث في العمل المصرفي، حيث تؤدي المعرفة الكبيرة بنظام عمل المصرف الى اختراق الشخص المنحرف للنظام باستخدام النظام نفسه، فقد يستخدم حسابات «المشتقات المالية» في فترة العطل ليسرق، على ان يقوم بالسداد اذا ارتفعت الاسواق، وهناك من تمتد يده الى الحسابات الساكنة التي لا يستخدم اصحابها ارصدتها بالافادة من «الباسورد» المتاحة له، وتتفاوت قدرة المصارف على كشف هؤلاء المتلاعبين الذين تسبب بعضهم في انهيار اعرق البنوك.
اذن، في كل مهنة هناك مجال للاختراق وتوجيه نظام العمل لغير الهدف الذي وضع ذلك النظام لاجله، وتكمن الخطورة في مسايرة اجهزة الدولة لهذا المخترق، فهناك على سبيل المثال من المحامين من يخترق القانون باستخدام القانون نفسه نظرا لمعرفته الجيدة بالاجراءات التي يتطلبها الوصول الى الحكم السديد، فيعيد توجيه مسار القضية لتبتعد عن بلوغ هذا الهدف، وقد يصعب حتى على القاضي مواجهة المتلاعب كونه يخاطبه بالنصوص التي تقيد حركة القاضي، وقد اختصم رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: «انه ليختصم الي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من اخيه فأقضي له على حسب ما اسمع منه، فمن قضيت له من حق اخيه بشيء فإنما أقطع له قطعة من النار فليأخذها او ليدعها»، وهو اثبات الخطأ والصواب على اجتهاد الانبياء فيما لم ينزل فيه وحي، وقد امتد الاختراق الى الممارسة السياسية، فباسم الديموقراطية تنفذ الاغراض الخاصة لكل فئة رغم ان الجميع يقول انه يمثل الامة (...) وقد ادت الخبرة المتراكمة الى توظيف النظام العام خادما للغرض الخاص.
انه تحد قاس، فالناس تعتبر النظام هو الحامي لهم، فاذا فسدت ضمائر القيمين عليه دب الضعف في الدولة وبالعكس اذا كانت هيبة الدولة قوية وحاضرة فتحسب لها النفوس الضعيفة الف حساب بعد ان سمعت بما نال العابثين من عقاب صارم، فمن لا يردعه خوف من الله فلابد ان يردعه خوف من الحكم الحازم الذي ينشئ جهازاً متخصصاً لكشف جرائم الاموال ـ على سبيل المثال ـ حتى يقف النظام الى جانب ضحايا النصب، بدلا من ان يكون عونا عليهم بسبب مهارة النصابين في توظيف النظام لصالحهم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك