«البدون» إخواننا وأصدقاؤنا وجيراننا وهم الذين وقفوا معنا في السراء والضراء، نبيل العوضي يدعو لمنحهم حقوقهم دون أي تأخير

زاوية الكتاب

كتب 2681 مشاهدات 0



«البدون».. والفتاوى «المزدوجة»!!

لم أكن أتمنى خروج بعض إخواننا «البدون» في المظاهرات قبل أيام وذلك لأسباب عديدة أظن «البدون» أنفسهم مقتنعين بها، ولكني في الوقت نفسه أعيد ما ذكرته سابقاً من وجوب إعطاء «جميع» البدون حقوقهم الإنسانية والمدنية، وهذا الحكم ينطلق من قناعتي الشرعية والدينية قبل القناعة العقلية التي لا تختلف معها.
«البدون» أيها القوم بشر مثلنا، لهم حقوق إنسانية لا يختلفون بها عن أي إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة، فإن قال قائل إنهم دخلوا البلاد قبل عشرات السنين «فقط»!! فأرد عليه وأقول إن أي إنسان دخل البلاد ولو «بالأمس»!! فله حق الإنسانية!! أما ما يتهمون به من اتهامات فالمحاكم والقضاء هو المخول في الحكم عليهم وإنزال العقوبة بكل مخطئ حسب القانون وبالأدلة والبراهين لا بالأهواء والظنون!!
نحن لا نتحدث اليوم عن التجنيس الذي يستحقه جزء منهم وتفصل فيه السلطة وينبغي عدم التأخر فيه، لكننا نتحدث عن قضية يجب ألا نتأخر فيها يوماً واحداً، التعليم والعمل وحق التملك والسفر والزواج وشهادة الميلاد والوفاة وقيادة السيارة والعلاج وغيرها حقوق إنسانية يحصل عليها الناس جميعاً بحكم الشرع والقانون والمواثيق الدولية، أما التأخير بها فالكل سيتضرر في مجتمع صغير يتواصل فيه الجميع و«البدون» إخواننا وأصدقاؤنا وجيراننا وهم الذين وقفوا معنا في السراء والضراء، فرج الله عنهم الكرب وأزال عنهم الهم ويسّر أمورهم.
٭٭٭
عندما «خرج» الأمريكان على الهالك «صدام» وقاتلوه وثار بعض الشعب معهم حتى قبضوا عليه وقتلوه وقتل من أجل ذلك عشرات الآلاف من المسلمين، وفي النهاية أعدم طاغية العراق الذي كان حاكماً عليهم «ولي أمرهم»!! لم يتحدث أحد منهم ولم يذكروا أحاديث ولي الأمر ولا أقوال السلف!!
وعندما نصب الحاكم الأمريكي «بريمر» الصليبي شكلاً الصهيوني قلباً صار عند بعض القوم «حاكماً شرعياً» وولياً لأمرهم!!
عندما صار الشيخ الفاضل صاحب القرآن الدكتور «اسماعيل هنية» حاكماً شرعياً للفلسطينيين لم يفرحوا به بل طعنوا بولي الأمر في بعض مواقعهم، ولما نازعه الحكم «عباس» بقرار أمريكي – إسرائيلي باركوه وأيدوه وجعلوه ولياً للأمر وأخفوا أحاديث الخروج على الحاكم الشرعي ومنازعة السلطان، وجعلوا من المجرم الخبيث «عباس» ولياً للأمر تجب طاعته!!
عندما قاتل المجاهدون الفلسطينيون دفاعاً عن بلاد المسلمين ومقدساتهم وحماية لأعراضهم وبدأت الآلة الصهيونية تقصف العزل وتقتل وتسفك دماء المسلمين وقفوا ضد المجاهدين!! وادعوا بأنهم خارجون على ولي الأمر الشرعي «عباس» وان المجاهدين ضالون منحرفون!!
عندما مارس «زين العابدين» فجوره وبطشه ضد فتيات المسلمين والمصلين في تونس لعشرات السنين لم يكونوا يتكلمون!! بل كانوا يعتبرون من يقاومه خارجاً عن الهدي، ولما ثار الناس عليه أنكروا عليهم وحذروهم، ولما انتصر العدل على الظلم حملوا المشايخ والعلماء إثم عزل «زين العابدين» وجريرة إزاحة الطواغيت عن الحكم!!
لما «ظلم» حاكم مصر شعبه كانوا يرون وجوب الطاعة له، ولما ظاهر اليهود على المسلمين وحاصرهم في غزة وسلمهم للعدو لم يجيزوا حتى الإنكار عليه ولم نسمع لهم فتوى في هذا الناقض من نواقض الإسلام، ولما عز له الشعب الحر قاموا يطلقون الفتاوى في تحريم فعلهم والإنكار عليهم!!
لما «طغى» حاكم ليبيا وأتى بما ينقض إيمانه لم نسمع لهم صوتاً!! ولما قام الناس بالواجب الشرعي يريدون تخليص العباد من رجل حكم العلماء عليه بالكفر رأينا أصواتهم تدافع عنه وتحاول الإبقاء عليه!!…. بالله عليكم أي منهج هذا؟! بل أي عقل هذا؟!
٭٭٭
الومضة «المئة»: «طاغية ليبيا معمر القذافي… ضال ملحد.. دعي على الإسلام والمسلمين.. كافر ضال مضل» هيئة كبار العلماء وفيهم الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى «فتوى بتاريخ 1402/5/11هـ».

نبيل العوضي 
 
 

 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك