ضرب الجويهل: الاعتداء المرفوض، والتخريب المدروس

محليات وبرلمان

25611 مشاهدات 0


رأينا



بداية نسجل استنكارنا ورفضنا لأي اعتداء بدني على أي انسان مهما اختلفنا معه، ونرفض الاعتداء الذي تعرض له محمد الجويهل في حديقة ديوانية أحمد السعدون، ولكن الاعتداء والحادثة نفسها تفرض عدة تساؤلات واستنتاجات:
- تتحمل وزراة الداخلية والأمن الذين تواجدوا منذ ساعات النهار الأولى حادثة الاعتداء على الجويهل وعدم ضبط الأمن، لأن الجويهل أعلن أنه سيحضر ندوة في مكان يعرف القاصي والداني بأن حضوره لها سيعد عملا استفزازيا لكثيرين من الحضور في أجواء مفعمة بالاحتقان و'الفزعة' للدستور والتعدي عليه، والجويهل عرف بأسلوبه الاستفزازي ولغته المرفوضة بكل قواميس الأدب السياسي وعدائه للدستور والقوى الدستورية.
- المنظمون لندوة إلا الدستور بديوانية النائب أحمد السعدون رفضوا دخوله للديوانية، ورفضوا مشاركته بالندوة لأنه لم يكن ضمن المدعوين، لإدراكهم بأن مشاركته قد تتسبب بفوضى تقود إلى إفساد الندوة.
- هناك من استفاد من تحويل الحديث عن الفزعة للدستور، إلى الحديث عن حادثة الاعتداء المرفوضة، وسط تضارب التقارير الطبية حول حالته الصحية بين تقرير يقول بخطورتها وبين أخرى تقول بأن طوقا أمنيا ضرب عليه لحظة تعرضة للاعتداء بعدما بصق على صورة النائب مسلم البراك لحظة بداية مشاركة النائب البراك، وبأن إصابته طفيفة و'شكلية'- وهذا ما نتمناه في .
- التساؤلات تدور حول سبب ذهاب محمد الجويهل إلى الندوة وإصراره على حضورها والقاصي والداني يعرف بأنه غير مرحب به، ويخلص المنطق إلى احتمالين لحضوره لا ثالث لهما: 1. إما ان حالته الذهنية والعقلية لم تمكّنه من تقييم الموقف وبالتالي تجنّب الذهاب، 2. وإما أنه ذهب وهو عاقد النية والعزم على تخريب الندوة وحرفها عن هدفها الأساسي وهو ما حدث.
- إن ما تعرض له محمد الجويهل، هو مسئولية وزارة الاخلية والأجهزة الأمنية التي كانت تعلم بذهابه للندوة، والتي سمحت له بحضورها، وهي التي تواجدت منذ ساعات مطوقة منطقة الخالدية وديوانية النائب أحمد السعدون بحجة الحفاظ على 'الأمن' لكنها لم تقم بما هو منطقي بحماية الجويهل، أو إبعاده عن الجماهير التي يستفزها بخطاباته المتلفزة ويدعوها بالطراثيث تارة، وبالرعاع تارة أخرى.
- نتمنى الشفاء للجويهل، وندين أي تصرف بالاعتداء البدني على أي كان، ونؤكد بأن ما جرى لا يمكن أن يخرج عن محاولات تخريب الديمقراطية، ومحاولات الإساءة لها عبر الإيحاء بأن من يحاولون حماية الدستور والديمقراطية، يضربون الناس الذي يختلفون معهم.
حادثة الاعتداء على الجويهل هي مؤشر إلى حالة الاحتقان التي تعيشها البلاد، وصورة واضحة لما وصلت إليه حالة التدهور الحكومي في إدارة شئون البلد، وجرس إنذار لما يمكن أن تؤول إليه الأمور خلال اليومين القادمين، والجميع مطالبون بأن يقفون أمام مسئوليتهم التاريخية في التصدي لهذا العبث بالدستور وبقوانين البلاد، قبل فوات الأوان...

رأينا

رأينا

تعليقات

اكتب تعليقك