بركة ماء.. بقلم عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 1142 مشاهدات 0

عبدالعزيز الدويسان

ليس لها وزن مادي ولكن وزنها أثقل من الجبال ، هي أشد جنود الله ، لا أحد في الدنيا يسلم منها ، إن مسك الزمان بها فلا تكن أنت والزمان عليها ، هي الهموم والغموم وتنغبض القلوب ، كالوحش تهاجم الإنسان فتضعفه وتوهنه ، تخطف الضحكات من الوجوه ، وتشيب الرؤوس ، الدنيا متقلبة بأحزانها وأتراحها فالهموم لا تدوم ، لا تشتكي من الأيام فليس لها بديل ، ولا تبكي على الدنيا ما دام آخرها الرحيل ، وأجعل ثقتك بالله دوما فليس لها مثيل ، وتوكل على الله الواحد الأحد حق التوكل فإنه على كل شيء وكيل ، وأشغل حياتك بعمل وذكر وشكر تجد ما فيها جميل ، واكثر من الاستغفار فإنه للهموم والكرب يزيل ، فالحياة بين حكاية وقصة وغصة ، مزق ما هو بالخاطر ، فالحياة كلها خاطرة .
قد يسأل سائل هل هناك فرق بين الهموم والغموم ؟ ، فالهموم هو التفكير المستقبلي يعني ماذا لو حصل هذا الأمر ، شيء لم يأتي إلى الآن ، والغم شيء حصل في الماضي ، فالهموم والغموم كلاهم يقع في الصدر وينبع في العقل ، وكلاهم يشغل الصدر والعقل بالتفكير .
قيل لحكيم ألم تتعب ؟ قال : لا لأن والدي وضع لي بركة ماء في حوش البيت وأوصاني أني كل ليلة قبل أن أنام أحذف همومي فيها .. فرد عليه ، إن لم تستطع ؟ قال : أنتظر الليلة الأخرى لأرمي همومي فيها فرد عليه : وإن لم تستطيع ؟ قال : أنتظر الليلة تلو الأخرى إلى أن ألقي همومي فيها .. وأنام قرير العين والفؤاد .
هذه هي الدنيا بركة ماء فهي ساكنة فكلما رميت فيها همومك تحرك ماؤها الآسن واتسعت رحمة ربك فيها .
اسأل الله العظيم أن يذهب هم كل مهموم وأن يفرج كرب كل مكروب ، والرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يدعو ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وغلبة الدين وقهر الرجال ) .

الآن - رأي: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك