الصقر لن يخوض انتخابات أمه 2009

محليات وبرلمان

3891 مشاهدات 0


اعتذر النائب السابق ورئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر لناخبي الدائرة الثانية عن عدم رغبته خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكان الصقر قد حاز على عضوية مجلس الأمة للمرة الأولى عن الدائرة الثالثة عام 1999م واستمر بعضويته حتى عام 2008م اثر نجاحه عن الدائرة الثانية بعد تغيير نظام الانتخابات.

وفي بيان معلل ضمنه أسباب امتناعه عن الترشيح ونظرته الى الوضع السياسي في الكويت رأى  الصقر 'إن ازمة الحكم والسياسة والادارة في الكويت وكل ما ترتب عنها من نتائج مدمرة تعليمياً وصحياً واجتماعياً واقتصادياً ورياضياً واعلامياً، ليست – في اعتقادي- وليدة ضعف الحكومة وجموح مجلس الامة خلال السنوات الاخيرة، بل هي حصيلة تراكم مستمر، بدأ منذ اربعين عاما أو تزيد، وتصاعدت سرعته وتعقدت مخارجة بعد الغزو الغاشم وتداعياته واستمر حتى الان، مما فتحت المجال لتكريس ثقافة التجاذب والاستقطاب وسيادة النزعات القبلية والعائلية والطائفية على حساب احترام الدستور وتطبيق القانون ووحدة المرجعية الوطنية. كما فتح المجال لاعتماد اسلوب المحاصصة في التشكيلات الوزارية وفي الوظائف الحكومية، وفي التنفيعات المالية على حساب العدالة والكفاءة والقيم.
واضاف ' إن معاجلة ازمة الحكم والسياسة والادارة في البلاد لا تكون بإعادة تشكيل الحكومة مرة وحل مجلس الامة مرة اخرى، ولا يكون بالفصل بين ولاية العهد ورئاسة الحكومة حيناً واعادة الجمع بينهما حينا اخر، ولا تتم بتقريب تيار سياسي في مرحلة معينة ثم إقصاؤه لحساب منافسية في مرحلة تالية بل إن معالجة أزمة الحكم والسياسة والادارة في البلاد تحتاج الى اصلاح النظام السياسي برمته في اطار الدستور وباتجاه مزيد من الديموقراطية وعلى أساس تطبيق القانون بعدل وحزم.
وتابع ' للاسف الشديد لا المح في الافق مؤشراً واحداً يبشر بأن مجلس الامة المقبل مهيأ لرسالة الاصلاح والتغيير والديموقراطية هذه. بل على العكس تماماً ارى مؤشرات عديدة تنذرنا بأن المجلس الجديد سيكون امام خيارين الحراك بين فكي الاحتكارات السياسية والاحتكارات المالية ولمصلحتها او حلقة جديدة من مسلسل الحل والاستقالة، وانا شخصياً ارفض ان اكون شاهد زور في الاحتمال الاول وارفض ان اكون من ممثلي المسلسل الممل في الاحتمال الثاني، فمجلس الامة يحتاج الى القدوة والحكومة تحتاج الى الكفاءة والديموقراطية تحتاج الى ديموقراطيين والاصلاح يحتاج الى شجاعة القرار. ومن المؤسف ان جميع المؤشرات تشير الى استمرار غياب هذا كله.
وقال الصقر' لم ادخر جهداً في ان يؤدي الامانة النيابية بما يرضي الله والضمير ولما يخدم الوطن والمواطنين ، ولئن افلحت في العديد من الامور بفضل تعاون زملاء كرام ، وجانبني التوفيق في امور عديدة اخرى لاسباب لا مجال للتعريج عليها ، فإني – شهد الله – ما اتخذت قرار الا عن قناعة وما اخترت موقفاً الا عن قناعة وما قصدت مواليا او معارضاً الا لمصلحة الكويت.

واردف' ليس العمل النيابي الا وجها من وجوه النشاط السياسي ، والعزوف عن الترشيح لمجلس الامة القادم لا يعني اطلاقاً اعتزال العمل السياسي الذي تعلمته وتربيت عليه باعتباره التزاما كاملا بقضايا الوطن عمليا واخلاقيا وعلى مدى الحياة . ومن جهه اخرى، ان رفض تكرار التجربة البرلمانية بنسختها الحالية وفي الظروف الراهنة لا يعني ابداً اليأس من الاصلاح ولا يعني ابدا عدم التمسك بمجلس الامة كمؤسسة دستورية ديموقراطية تمارس دورها التشريعي والرقابي بكل كفاءه واقتدار. وهذه المنطلقات جميعا تفرض علي التعاون مع كافة القوى الوطنية لايجاد البيئة الحاضنة للاصلاح والدفع نحو تطوير الديموقراطية واستكمال مقوماتها وتحصين ممارستها.

وختم الصقر بيانه قائلاً سأبقى اذكر بأمتنان وعرفان ما لقيته لدى حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله من دعم وتشجيع في رئاستي للبرلمان العربي التي بدأت منذ تأسيسه وستنتهي باستقالتي بعد ايام. وانني اذا اعرب – كمواطن كويتي- عن اعتزازي الكبير بأن اكون اول من تشرف بهذه الرئاسة ، اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لزملائي اعضاء البرلمان العربي الذين طوقوا عنقي بفضلهم عندما جددوا انتخابي – قبل اشهر – رئيساً لفترة كاملة ثانية.
واني كنت قد آثرت عدم متابعة المسيرة فإني على يقين بأنهم يحققون نجاحاً كبيراً في حمل رسالتهم القومية ومواصلة نهجهم الديموقراطي.

الآن: محرر الدائرة الثانية

تعليقات

اكتب تعليقك