المسباح : الإحتفال بـ' عيد الأم ' لا يجوز شرعاً
زاوية الكتابكتب ناظم المسباح مارس 20, 2010, منتصف الليل 4247 مشاهدات 0
' عيد مبتدع لا أصل له ولا يجوز الاحتفال به '، بهذا الكلمات أكد الداعية الإسلامي الشيخ ناظم المسباح أن ما يسمى بعيد الأم بدعة مستحدثة والاحتفال به لا يجوز مذكرا بما جاء في فتوى اللجنة الدائمة رقم 7912 ( لا يجوز الاحتفال بما يسمى عيد الأم ولا نحوه من الأعياد المبتدعة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : 'من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد' وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار ) ، مؤكداً أن الإسلام جاء ليسمو بأخلاق الأبناء تجاه الوالدين عموما والأم خصوصاً التي أُعطيت في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط ، حتى كان حقها مقدما على حق الأب ، كما روى ذلك البخاري ومسلم في الحديث المشهور عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ . فالإحسان إلى الأم وبرها من مقتضيات الإسلام والإيمان.
وتابع المسباح : للأم حق الاحترام والإكرام والبر والصلة طول العام ، فما معنى تخصيص إكرامها بيوم معين ؟! مشيراً إلى أن هذه البدعة لم تدخل ديار المسلمين إلا من المجتمعات الغربية المفككة التي انتشر فيها العقوق ، ولم تجد فيها الأمهات ملاذاً آمنا إلا دور الرعاية ، فظنوا أن إكرامها في هذا اليوم سيمحو إثمَ عقوقِها بقية السنة ، وقد قلدناهم في ذلك ، مشيراً إلى أن ' عيد الأم ' الذي يوافق 21 مارس - وهو رأس السنة عند الأقباط النصارى - لم يُحتفل به في بلاد العرب إلا على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين في العام 1956 في مصر الشقيقة.
وأكد على الآثار السلبية التي تترتب على الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة مستدلا على ذلك بما ورد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، شِبْرًا شِبْرًا ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ . قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟! ) أخرجه البخاري ومسلم ، مبيناً أن حب التقليد - وإن كان موجوداً في النفوس - ممقوت شرعا إذا كان المقلَّد يخالفنا في اعتقاده وفكره ، خاصة فيما يكون التقليد فيه عَقَدِيّاً أو تعبُّديا أو يكون شعارا أو عادة ، مؤكداً أن ضعف الأمة الإسلامية في هذا الزمان أدى إلى زيادة تبعيتهم لأعدائهم ، وراجت كثير من المظاهر الغربية سواء كانت أنماطا استهلاكية أو تصرفات سلوكية . ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد الأم.
وأشار المسباح إلى أن مما ورد في أصل ما يسمى بعيد الأم أنه قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم 'ريا' زوجة 'كرونس' الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل 'سيبل' –أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى 'هيلاريا' متسائلاً هل يصح لنا كمسلمين نؤمن بالله الواحد الأحد أن نحتفل بمثل هذه الأعياد؟.
وشدد على ضرورة قيام الأجهزة المعنية بالدولة وخاصة وزارات الأوقاف والتربية والإعلام بتوعية الأجيال الحالية والمستقبلية بدور الأم وقدرها وواجب أبنائها عليها في إطار الشريعة الإسلامية بعيداً عن التقليد الأعمى للغرب حفاظاً على الهوية الإسلامية للأسرة والمجتمع.
تعليقات