عبدالكريم الشمري يكتب .. رسالة إلى التربويين…؟!!
زاوية الكتابكتب عبدالكريم الشمري يناير 31, 2015, 5:07 م 1477 مشاهدات 0
أهمية الدين لتبين علاقة المخلوق بالخالق وتنظيم شئون الحياة وتهذيب السلوك وتقويم الأخلاق أوضح من أن يدلل عليها…فلولا الدين لما عرف الإنسان مهما بلغ من التقدّم الحضاري طرق مرضاة الله ليسلكها وطرق غضبه ليجتنبها…ولولا الدين لما انتظم معاش الناس لصعوبة تطابق العقول واتفاقها…ولولا الدين لما عرفنا مكارم الأخلاق حق المعرفة…لأن العقول بأحكامها على حسن الخلق وعدم حسنه تنطلق من تكوينها الذي يتشكل من الظروف الاجتماعية والبيئية التي نشأت بها… واختلاف الظروف من مجتمع لمجتمع يحيل اتفاق العقول على شيء من ذلك فما كان حسناً في مجتمع كان قبيحاً في آخر وما مكان قبيحاً في بيئة كان حسناً في بيئة أخرى…!
أمّا الدين فيوحد الرؤى والغايات ويضع الحدود الواضحة التي تفصل محاسن الأخلاق عن مساوئها…فلو نظرنا إلى الدين وحثه على الصبر والحلم عن الخلق لوجدناه بلغ الذروة التي لا يرام بعدها شيء…فقد أمر الله بالصبر على المسيء ودفعه بالتي هي أحسن حتى يعود وليًّا حميماً…وأمر جل وعلا بالأخذ بما عفى من أخلاق الناس وعدم تكليف الناس غيرها وحثهم على الخير والإعراض عن جاهلهم…وهذه الأخلاق لا يمكن للعقول البشرية مهما ترقت وتقدّمت بالمعارف والحضارة أن تدركها…لأن هذه الأخلاق مرتبطة بعقيدة دينية تساعد من آمن بها على التحلي بأخلاقها…ولأن المؤمن بها يجد ما يسليه ويصبره على أذى الخلق من موعود الله في الدار الآخرة…ولو تحاكمنا لطبيعة النفوس البشرية بعيداً عن الدين لوجدناها تتشوف للإنتقام السريع وعدم الصبر على أذى الخلق…لأن النفوس بطبعها تحب الملموس الحاضر وتقدمه على غيره…وتفضل الموجود على الموعود حتى لو كان الموعود أفضل…!
ومن هنا يستحيل تنظيم سلوك الفرد وتهذيب أخلاقه بعيداً عن الدين…وحتى لو تأتّى شيئا من ذلك مما تطابقت الفطر السليمة على حسنه كإكرام الضيف والشجاعة سيكون مشوباً بما يكدّره كإدخال التبذير على الكرم والتهور على الشجاعة…لأن العقل لا ينفرد بوضع الحدود الواضحة لهذه الأخلاق الحسنة…!!
فالحاصل أن الدين هو المصدر الوحيد لوزن معالي الأخلاق وتمييزها عن سفاسفها…ومن أراد غير ذلك ودعا لتهذيب السلوك بعيداً عن الدين كما يفعل بعض التربويين الذين أُشبعوا بالثقافة الغربية فقد أطلق صرخة في الفضاء ورام الكتابة على الماء…!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تعليقات