كيف تشتري أدعياء الكرامة…؟!​!‎ بقلم عبدالكريم الشمري

زاوية الكتاب

كتب عبدالكريم الشمري 1148 مشاهدات 0


عندما ضاق مسؤولو الدولة العثمانية ذرعا بالكواكبي بسبب كثرة نقده لهم…وكانوا يخشون البطش به رأسًا لما له من شعبية احتالوا على شراءه بطريقة خبيثة ظنًّا منهم بأن الكواكبي كغيره ممن يكثر من الكلام عن الحريّات ومحاربة الإستبداد لمصالحه الشخصية وليس خدمة لدينه وأمته… فعمدوا إلى توظيفه براتب ضخم في الصحيفة الوحيدة في حلب…ولم يرفض الكواكبي ابتداء بل وافق ولكنه لم يتغير وعندما رأى المسؤولون أن الكواكبي لم يتغير وأنهم لم ينجحوا في الحد من نقده ضيّقوا عليه حتى اضطر للهجرة وفضّلها على البقاء مع تقديم التنازلات!.

الإسلوب الذي استخدمه مسؤولو الدولة العثمانية مع الكواكبي إسلوب خبيث ولكنه فعّال ويؤتي ثماره بسرعة فائقة مع أدعياء الحرية…!والواقع أكبر شاهد لنا على صحة ما نقول!

فمن ينظر في بعض المؤسسات الحكومية والإعلامية وساساتها وطريقة تعاطيهم مع أدعياء الحرية يعلم بأنها تشتريهم بإساليب خبيثة تراعي فيها فتات كرامتهم وتوسّع لهم خطوط الرجعة على مريديهم…فتارة تستكتبهم برواتب عالية لتُأمّن نفسها من نقدهم…وتستخدمهم-إن رأت منهم تماديا في التجاوب -في حروبها الإعلامية!.

وتارة تعطيهم مبالغا وقدرها بحجة توزيعها على من يعرفون من المحتاجين…ومصير هذه الأموال غالبا ما يكون جيوب الشبّيحة!

قد نعذر ضعف من قبل بالراتب الضخم مقابل الكتابة في صحيفة معينة وتجنّبه لنقد ملّاكها التي أطبقت حتى أحجار الأرض على فسادهم لخوفه من فقدان المميزات المالية بعد أن كيّف نفسه على مستوى معيشي يليق بضخامة دخله…وعدم رغبته وصبره على العودة لحياة البؤس والشقاء…وقد نعذر من قبل بأخذ أموال من مسؤول فاسد بحجة توزيعها على المحتاجين والتي تذهب غالبا لشبيحتهم…أقول:

قد نعذرهم ولكن متى…؟

نعذرهم…إذا كانوا ممن صارح الناس بحقائقهم…أمّا أن يقبلوا بكل هذا وهم لازالوا يصدّعون رؤوسنا بالكلام عن الحرية والكرامة…فلن يجدوا عندنا عذرًا لهم…وليعلموا بأنهم كلما ازدادوا ادّعاء للحرية ازدادوا انحطاطًا في أعيننا وأعين كل من يربط بين أقوالهم ودعاواهم وواقعهم التعيس…؟!!

عبدالكريم دوخي الشمري

الآن - رأي: عبدالكريم الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك