لأننا نعرفها وتعرفنا.. كامل الحرمي يؤيد دعوة المجلس الأعلى للبترول التفاوض مع «داو كيميكال»

زاوية الكتاب

كتب 1283 مشاهدات 0


القبس
«داو كيميكال».. لنبدأ صفحة جديدة
كتب كامل عبدالله الحرمي :
أوصى المجلس الأعلى للبترول في اجتماعه الأخير بضرورة التفاوض بجدية مع شركة داو، لتقليل الخسارة المالية ضد الكويت. والعمل على خفض قيمة التعويضات من سقف التعويض والبالغ 2.5 مليار دولار. ومن المتوقع ان يتم الحكم في القضية المرفوعة في نهاية العام الحالي. (الأنباء 6-29)
ونحن على اتفاق كامل بضرورة تقليل الخسارة المالية وتخفيضها على الكويت، ومن آثار الحكم المترتب على مستقبل العلاقة التجارية المشتركة بيننا وبين أكبر الشركات الرائدة في مجال البتروكيماويات، التي لديها أكثر من 100 شراكة استراتيجية في مختلف بقاع العالم. وآخرها كانت قبل 10 أيام في اقامة مشروع «صدارة» المشترك بينها وبين شركة أرامكو السعودية في منطقة الجبيل 2، وبمبلغ 20 مليار دولار.
ونحن في الكويت نفتخر بالعلاقة المميزة بيننا وبين شركة داو كيميكال الأميركية، التي أثمرت عنها انشاء شركة ايكويت، التي وضعت الكويت على خريطة صناعة البتروكيماويات وفي انتاج مادة الايثلين التي تعتبر أم صناعة البتروكيماويات. ونتيجة للعلاقة المثمرة مع «داو»، التي أدت الى انشاء شركتي بوبيان والقرين للبتروكيماويات وليدخل القطاع الخاص في هذه الصناعة الواعدة وليتوسع خارجياً وليكتسب القطاع الخاص خبرة مضافة وصناعة من أفضل الصناعات المتطورة ونكتسب جميعاً ايراداً مضافاً الى إيراداتنا من النفط.
وكان من الممكن المضي قدماً في التوسع في هذا المجال الواعد ومن زيادة استثمار القطاع الخاص في قطاع البتروكيماويات، لكن نقص المادة الأولية من الغاز الطبيعي والمشتقات النفطية المكررة أدى الى تأخر هذه الصناعة عندنا في الكويت عن بقية الدول النفطية المجاورة، بيد ان اكتشاف الغاز الحر في شمال الكويت و بناء المصفاة الرابعة سيساعدان الآن على تواجد المادة الأولية والتقدم في صناعة البتروكيماويات بوجود اللقيم السائل والغازي.
بدأت العلاقة ما بين كل من صناعة البتروكيماويات الكويتية وداو الأميركية في منتصف الثمانينات وانتهت ببناء مجمع البتروكيماويات في عام 1992، ونتجت عنها انشاء شركة ايكويت مناصفة بيننا وشركة داو بنسبة %50 لكل من الطرفين، مما أدى الى توظيف أكثر من 1500 موظف في الوقت الحالي، وحققت حتى الآن شركة ايكويت أرباحا مالية تجاوزت الــ 4 مليارات دولار وتضخ هذه المشاركة حوالي مليار دولار في السوق المحلي سنوياً.
وشراكتنا مع «داو» أنجزت أكثر من 6 مشاريع مشتركة تضم 26 شركة مستقلة حول انحاء العالم. وهناك - أيضاً - مشروع الأوليفينات الــ 3، الذي يقدر بــ 5 مليارات دولار، بالاضافة الى مشروع الأوليفينات الثاني، الذي بدأ العمل فيه في نهاية شهر فبراير من العام الحالي وبكلفة 10 مليارات دولار.
والسؤال: ألم يحن الوقت لوضع قضية «ك - داو» خلفنا والمضي قدماً مع مشاريع مستقبلية قادمة؟ وألم يحن الوقت بمباشرة التفاوض مع شريكنا الاستراتيجي والغاء التعويض مقابل تحقيق مشروع «ايكويت العظمى» Greater EQUATE الواعد في الكويت؟ حيث نكون قد استفدنا مرتين: استفدنا من خفض التعويض أو الغائه، ومن بناء مجمع بتروكيماوي آخر على أرضنا. بدلاً من الدخول في متاهات وردهات المحاكم!
نحن بحاجة الى شريك أجنبي لنبني ونطور صناعة البتروكيماويات، ومن المؤكد اننا سنجد شركاء آخرين. ولكن، أليس من الأفضل التفاوض وتكملة المشوار مع كبرى الشركات في مجال البتروكيماويات والمضي قدماً في مشاريع مستقبلية مع شركة تعرفنا ونعرفها، ونعمل بتوصية المجلس الأعلى للبترول؟!
الوقت - حتماً - ليس في مصلحتنا وعلى القطاع النفطي الكويتي البدء بالتفاوض مع شركة داو وتنفيذ قرار المجلس الأعلى للبترول.

كامل عبدالله الحرمي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك