القبيلة مكون أساسي للمجتمع، وأبناءها يشاركون في عملية البناء فليس من الحق تهميش أدوارهم
زاوية الكتابالطراح: التحريض ضد القبيلة هو تحريض مبطن لنوايا خبيثة يروجها البعض حتى يسوق نفسه كحليف بديل، والرموز القبلية أصبحت هي المعارضة بدلا من رموز المدينة
كتب مارس 15, 2010, منتصف الليل 6124 مشاهدات 0
كتب أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الكويت الدكتور علي الطراح اليوم مقالا تحدث فيه عن العلاقة بين القبيلة والديمقراطية، وأشار الطراح من خلال رؤيته أنه من الممكن توظيف القيم القبلية لمصلحة المشروع الوطني في حال وجوده، متمنيا عدم الإنسياق وراء التكتيكات قصيرة المدى التي تهدف إلى عزل أبناء القبائل، وستقود إلى انقسام المجتمع، رأي د.علي الطراح رأته مقال اليوم، والتعليق لكم:
القبيلة والديموقراطية.. ترويج لمشروع وهمي
كتب د.علي أحمد الطراح
التحالفات تتغير بتغير المصالح ويا ترى هل ما يحدث من ترويج بوحشية القبيلة نعتبره تغيراً في صيغة التحالفات وان هناك توجهات استراتيجية تتطلب تقليم أظافر القبيلة ؟ تاريخيا التحالفات مع مختلف الشرائح الاجتماعية احد معالم المنطقة، وهي تحالفات مشروعة،بمعنى كل نظم الحكم تبحث عن وسائل لتحقيق ما تراه وما يخدم الغرض وبالتالي التحالفات صيغة سياسية متعارف عليها ولا تشكل انفراداً لنا في الكويت ولكن هناك من ينظر لما يحدث في الكويت بأنه تعبير عن فك تحالف تاريخي لكون القبيلة حدث فيها تغير من مكونات العلاقة ومراكز القوة ولا يخفى علينا أن الديموقراطية حققت الكثير من القوة السياسية والاجتماعية لمركز القبيلة وبالتالي ما نشهده هو تحول بنموذج الحراك السياسي في المجتمع لكون التحولات الاجتماعية فرضت وجودها وغيرت من مسار تركيبة المجتمع مما أدى الى ان الرموز القبلية تولت المعارضة بدلا من رموز المدينة التي معظمها داخل في تصالح سياسي اقتصادي وفرضت المصالح المشتركة تغير في مراكز القوة في المجتمع. عالم الاجتماع ابن خلدون هو من قدم لنا طبيعة البادية وعلاقتها في المدينة والذي أسس نظرية في علم العمران البشري ولكن من المهم ان ندرك حقيقة عامة ترتبط بالبشر،فظاهرة التوحش هي ظاهرة بشرية لا علاقة لها بالعرق حيث البشر دائما بحاجة الى قانون ينظم حياتهم وبغياب القانون يسود التوحش الذي يضعف مقومات الدولة المدنية. السؤال الذي يطرح نفسه أن القيم القبلية من الممكن ترويضها لصالح المشروع الوطني لو كان هناك مشروع حقيقي يسعى للاندماج ولكن الحقيقة لم يكن لدينا مشروعا للانصهار وتجيير كل القيم لصالح الدولة وهنا الأزمة الحقيقية الخافية على البعض. الخطر الذي يروج له البعض هو التحريض ضد القبيلة وهو تحريض مبطن لنوايا خبيثة حيث ان هذا البعض يسوق لنفسه باعتباره الحليف البديل وفي ظل هذا الفهم القصير لطبيعة التحولات الاجتماعية يقود لمزيد من التمزق الاجتماعي ولا يقود للاندماج ولا يحقق التنمية المنشودة التي تسوقها الحكومة وخصوصا الشيخ احمد الفهد الذي يدرك بعمق طبيعة التحالفات الاجتماعية التاريخية.
دعونا نفكر بروية وندرك أن مكونات المجتمع الكويتي كلها مكونات فاعلة وكلها وطنية تريد الصالح العام اذا ما رفعت الدولة شعار الوحدة الوطنية ودفعت ببرامجها نحو الاندماج ونتمنى الا ننساق وراء تكتيكات قصيرة المدى تقود الى الانقسام لكونها لا تخدم مصالحنا المشركة. القبيلة مكون أساسي للمجتمع وأبنائها لديهم المهارة وهم اليوم يشاركون الجميع بعملية البناء وليس من الحق ان نهمش هذا الدور وان ما نحتاجه هو فهم جديد لطبيعة التغير في المجتمع وليس عزل فئة لصالح مشروع وهمي لا يخدم مصالحنا المشتركة. ولعلنا ندرك خفايا توجهات الازدواجية وخطورة الانسياق السريع وراء الوهم الذي يجلب لنا الدمار للمجتمع.
وعلى المحبة نلتقي،،،
د.علي أحمد الطراح
تعليقات