أفراح الهندال ترى أن الساحة الثقافية بالكويت تفتقد لوزارة للثقافة

زاوية الكتاب

كتب 1125 مشاهدات 0



 

 
 
 أفراح الهندال 

  غيض 

 المزيد إسقاط القروض.. و«بلياردو» الثقافة!في الوقت الذي تطالب فيه الجموع بإسقاط فوائد القروض؛ تنبري مجموعات لإسقاط أسماء تحتل مناصب قيادية «لا فائدة منها»، وما بين تلك المطالبات والأخرى، يبرز الفارق بين ما هو فردي، وما هو جمعي، ويعود على المجتمع ككل، وهنا فقط يمكننا أن نلمح المثقف الذي يتقن لعب البلياردو!
ما جعلني أعقد هذه المقارنة هو طاولات البلياردو الثقافية في الساحتين «السعودية والكويتية» تحديدا؛ ثمة من يدور على مهل متأملا الكرات باختلاف ألوانها وأشكالها وأرقامها ليدفع بالساكنة السلبية منها حين تقترب من السقوط، وثمة ساحة ثقافية تدور فيها الكرات بشكل زوبعة لا تستكين.. لتكون العشوائية وضياع العصا الحاذقة سيدة الموقف.
ومحرك هذه المقارنة هو الأخبار التي طالعتنا بها الصحف السعودية قبل يومين حول قرار وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة بإقالة رئيس نادي الباحة الأدبي على خلفية اتهامات متبادلة بينه وبين أحد الأكاديميين من الأعضاء، ولجوء الأول إلى الشرطة بدلا من أن يعود لوزارة الثقافة والإعلام التي تشرف على الأندية الأدبية، ما جعله يكلف وكيل الشؤون الثقافية لتقصي الحقائق بجمع الإفادات والوقوف على ملابسات الوضع حتى توصل إلى حتمية إعفاء «رئيس النادي» من منصبه.
المطلع على مسببات تلك الصراعات يلمس «الحالة الإيجابية» لحضور الآراء والأفكار واجتماعها من أجل العمل، ويشعر بالحياة التي تتوفر فيها كائنات الثقافة من أفكار وأعمال وإنجازات، ليكون التفاعل فيما بينها حيا بالتجاذب والتنافر والاتفاق والاختلاف.
ومن تلك القضايا التي أثيرت في الصحف أذكر أمثلة تشير إلى «عناوين» تلك الاختلافات التي دار بعضها حول «النقد الثقافي أم الثقافة البصرية»، «الرواية والحوار والآخر» أو حول «الجمعية الفلسفية».
ومنها ما واجه بعض الجماعات التي تتبنى مواقف متزمتة ظهرت بحريق خيمة تابعة لأحد الأندية وقد أقيمت فيها أمسية شعرية نسائية، إضافة إلى الجدل حول العروض السينمائية التي استحدثت في بعضها الآخر. والتي لم تلاق الاستجابة طوعا للآراء المخالفة؛ بل كانت اللوائح والتنظيمات و «وجود» المسؤول المثقف المتمثل بوزير الثقافة والإعلام السعودي د.عبدالعزيز خوجة بالمرصاد لكل تلك السلوكيات الفردية.. ليسقطها «كرةً» بعد أخرى.
وما يجعلني أشبه الساحة الثقافية بالكويت بزوبعة الكرات، هو افتقادها لوزارة للثقافة بشكل صريح، والتي يمكنها أن تكرس مهامها وأولويات عملها وتنشئ إداراتها من أجل هذا العمل المهم، والاكتفاء بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كمتولّ للعمل الثقافي، وبرابطة الأدباء كتجمع وحيد للأدباء بصفتهم، وذلك ما يغيّب المسؤول عن مراقبة الساحة وتفريغها، وإسقاط «الكرات» السلبية منها، حيث لا يمكن إبقاء الحالة الثقافية رهن القرارات المركزية للبعض، ممن يحرك المشهد وفق «توقيعه» الخاص، أو وفق «اتفاقياته الخاصة»، فإذا كانت تلك التوترات والصراعات في المشهد السعودي على شكلها الطبيعي استلزمت قرارات المسؤول الوزاري؛ أفلا تحتاج ساحتنا التي تبعثرت فيها المهام، ولعب فيها البعض دور العصا فأزاح كفاءات مهمة، وألغى أنشطة كانت فاعلة، وأوقف دوريات ثقافية شهيرة، ورسّخ للطاولة مفهوم «اللعب» دون الربح الحقيقي، قرارا شبيها؟ وزير الثقافة الذي نحتاجه هو ذلك المسؤول الذي قد يُبقي جمالية الحركة الفاعلة في المشهد دون «عصا وإسقاطات» مادامت في حالة تجلّ واستمتاع وإنتاج ثقافي.. أليس الأهم هو الكسب والربح؟
مازالت إشكالية إسقاط فوائد القروض تتصدر صحفنا، والكرات تدور زوبعةً تبتلع اللاعبين والساحة.. ولا ديون للثقافة!

أوان

تعليقات

اكتب تعليقك