فيلم أحمد الفهد
زاوية الكتابالعلوي يشبه الفهد بممثل سينمائي بالسيف على يمينه والمنسف على يساره
كتب أغسطس 30, 2009, منتصف الليل 8983 مشاهدات 0
طارق العلوي كتب مقالا يشبه فيه نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية- الشيخ أحمد الفهد- بالممثل السينمائي بفيلم حكومي ممل طويل أخرج المشاهدين، لكنهم عادوا حين عودة أحمد الفهد لمتابعة الفيلم بعد تصريحاته المليئة بالخطط والوعود التي يرى الكاتب أنها مبالغة، وبأنه يحاول كسب الأضواء بالسيف والمنسف، ولكن- كما يرى العلوي- بأنه ممثل لن يتحقق من وعوده شيئا.
رأينا أن المقال يستحق أن يكون 'مقال اليوم'، التعليق لكم:
أحمد الفهد يتحدى شاروخان!
ما ان تشكلت الحكومة الحالية حتى بدأ الجمهور يتدافع للحصول على تذكرة لمشاهدة اداء الوزراء على شاشة السينما. كان الانفعال والحماس ظاهرين من تهامس الجمهور في بداية الفيلم، فتسمع من احد الصفوف الامامية تخمينا عن احداث الفيلم وتسمع من الخلف مزحة عن اداء الافلام السابقة تتبعها ضحكات خافتة، وبين هذا وذاك كان يتردد باستمرار اسم احمد الفهد الذي عاد بعد انقطاع طويل عن الشاشة. اطفئت الانوار وبدأت شاشة العرض تضيء وساد الهدوء المكان الا من رشفة لمشروب غازي هنا او مضغة لحفنة من الفشار هناك.
بدأ الفيلم واخذ الوزراء بالظهور تباعا في احداث القصة، كانت المشاهد غير مترابطة بشكل يشد المشاهد، لكن الجمهور كان يأمل في ان تأتي «حبكة» الفيلم لتغير كل شيء. وفجأة ظهر احمد الفهد فهاج الجمهور وماج وملأ التصفيق والصفير قاعة السينما، اذ ها قد جاء البطل، وبدأت التعليقات الهامسة...«الحين بتشوف شنهو راح يسوي احمد الفهد بالعصابة».. «انا متأكد انه الفهد أهو اللي راح ينقذ البطلة»..
استمر الفيلم لكن الأحداث مازالت رتيبة، وبدأ الملل يتسلل للجمهور فبدأت الأحاديث الجانبية تكثر، ورويدا رويدا بدأت الاصوات ترتفع من الهمس الى الجهر ثم الصراخ، واخذ الحديث منحى آخر، فتوقف الناس عن التعليق على أداء الوزراء وانشغلوا بمواضيع لا علاقة لها بقصة الفيلم، فهذا يتهم ذاك بأن مذهبه المتشدد هو الذي دمر البلد، وذاك يتهم هذا بأن طائفته عميلة لدولة اخرى، وبين هذا وذاك عراك بالأيدي وتقاذف بالعلب والزجاجات الفارغة!
بعض الجمهور بدا حانقا على الفيلم فمزقوا تذاكر الدخول وبدأ بعضهم بمغادرة مقاعدهم والخروج من القاعة.
وفجأة (ومع بعض الموسيقى التصويرية العنيفة) يلتفت احمد الفهد الى الجمهور ويقول: «ان برامج الحكومة المقدَّمة غير واقعية وتفوق امكاناتنا»!
هنا يتسمر الجالسون في مكانهم، ويعود بعض الذين غادروا الى مقاعدهم ويخيم السكون مرة اخرى على المكان. احمد الفهد يعترف بوجود خلل في برامج الحكومة ويعد بالتصحيح، ثم يركب سيارته «البي. أم. دبليو» وينطلق الى الامانة العامة للتخطيط ليسلمهم مسودة برامج الحكومة ويطلب منهم ان يجعلوا المسودة تتناغم مع خطة تحويل الكويت الى «مركز مالي وتجاري» ليتمكن نواخذة القطاع من قيادة «محمل» الاقتصاد في البلد. يخرج الفهد من مبنى الامانة ويرفع هاتفه النقال ويأمر باجتماع طارئ مع ممثلي الجهات الحكومية، وعلى طاولة الاجتماعات يضع الفهد السيف عن يمينه والمنسف عن يساره ثم ينظر الى الحاضرين ويحذرهم بأن الجهة التي لن تلتزم بخطة الدولة ستحاسب حسابا عسيرا.
الحماس بدأ يسري مرة اخرى في اوصال الجمهور على هذه الخطوات الشجاعة التي تعطي بصيصا من الامل يشبه ضوء الشمعة في نفق طويل ومظلم!
* * *
معالي الوزير الشيخ احمد الفهد الصباح، نشكرك على هذه الخطوات الجريئة وسنؤيدك (اكثر مما يؤيد الجمهور الهندي بطلهم «شاروخان») اذا بيّنت لنا الأيام المقبلة صدق النوايا في وضع خطة «واقعية» لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري. اما اذا تبين لنا العكس وان الامر لا يعدو ان يكون مشهدا دراميا مفتعلا، فاننا سنضطر الى.. القيام من مقاعدنا ومغادرة قاعة السينما!
د. طارق العلوي
تعليقات