لا يحدث إلا في تركيا اردوغان- يكتب محمد جميل إبن سليِّم
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2016, 2:39 م 1112 مشاهدات 0
١٢ ثانية فقط تغير مسار العالم والأمة التركية
دولة محاطة بالاعداء في الداخل والخارج وبكل العوامل المؤدية للحرب ولكنها تخرج من هذا الطوفان منتصرة وباقتصاد قوي جداً هذا ما ازعج اعداء وخصوم الجمهورية التركية وبعض قادة الجيش المتربصين والطامحين للانقضاض على الحكم ومفاصل الدولة .
وهذا ما حصل عندما تآمر الخونة من بعض القادة العسكريين المحسوبين على بعض الاحزاب والطوائف الذين لم يعجبهم نجاح الجمهورية التركية الحديثة وطريقة حكم رجل تركيا القوي اردوغان ، الذي قاد بلاده لتصبح من الدول الاقتصادية العشرين وخططوا لانقلابهم الأسود على حكومتهم المدنية التي اتت من خلال صناديق الاقتراح وبانتخابات حرة ونزيهة اشاد بها الأعداء قبل الاصدقاء .
وتم اعطاء الاوامر للجنود بالنزول للشوارع مدججين بالسلاح مساء يوم الجمعة ١٥ /٧ /٢٠١٦م ، لتقوم قواتهم العسكرية بتقطيع اوصال العاصمتين السياسية والاقتصادية للجمهورية التركية وتناسو أن تركيا اليوم ليست تركيا الأمس حيث كانت اليد الطولى للعسكر وقامت هذه الحفنة من الخونه الانقلابيين بإعطاء الاوامر العسكرية للجنود باحتلال المباني الحكومية والتلفزيون الحكومي الرسمي ليصدروا بيان الإنقلاب المتكامل الاركان بعد اقتحموا القناة الرسمية للدولة واجبروا العاملين فيها للإنصياع لأوامرهم تحت تهديد السلاح وأجبروا احدى المذيعات التي تعمل بالقناة الرسمية للدولة بتلاوة بيانهم الانقلابي عبر الهواء مباشرة ولتنزلق البلاد خلال لحظات بمنعطف خطير وخلال ساعات قليلة من بدأ الانقلاب المخطط له بعناية فائقة الدقة والتنفيذ .
قام الإنقلابيون الخونة بفتح النار فوراً على كل من يقف امام مخططهم الجنوني الخبيث وقتلوا وجرحوا المئات من ابناء الشعب الاعزل .
ولتكتمل الصورة جلية لعملية الإنقلاب الكبير بقيام سلاح الجو بدوره المنوط به ولتقوم بعض طائرات الهليوكبتر بقصف وإنزال جوي للجنود للفندق الذي ينزل فيه الرئيس اردوغان في مدينة مرمريس لقضاء اجازته وكان الهدف من الانزال الجوي اما بإعتقال الرئيس أو تصفيته وقتله .
وفي ذلك الوقت كانت الطائرات الحربية F 16 التي وكل لها مهمة تأمين الاجواء فوق أنقرة واسطنبول تجوب وتتحكم بالأجواء وخلال هذه المهمة تم إعطاء الطيارين الأوامر بقصف الدوائر الحكومية لتكتمل جميع فصول الانقلاب من ألفه الى يائه .
وزادت التكهنات على حياة الرئيس واعضاء الحكومة والسياسيين ليبث الانقلابيين والخونة الإشاعات بأن الرئيس قد هرب وانه طلب اللجوء وفي طريقه الى المانيا لتزداد الحيرة والترقب .
وما هي الا أقل من ساعة حتى انجلت الغمة وتنفس الشعب الصعداء وخرج الرئيس ليخاطب ابناء شعبه عبر برنامج فيس تايم المجاني لهاتفه الشخصي انه بخير وصحة وفي مكان آمن وان أعضاء حكومته جميعاً لم يتعرضوا للأذى ويمسكون بزمام الأمور .
ويطلب الرئيس خلال خطابه الذي استمر ١٢ ثانية فقط من ابناء شعبه الوفي النزول للساحات واغلاق الطرقات والدفاع عن شرعيتهم وديموقراطيتهم وحريتهم .
وبعدها بلحظات ازدادت الامور تعقيداً واخذت منحى خطير حيث حدثت حربٌ حقيقية بالأجواء بتدخل سلاح الجو ليتم قصف مبنى البرلمان ووزارة الدفاع ومبنى الرئاسة وقامت هذه الطائرات باطلاق النار على المعتصمين ونجحت قوات الانقلاب بتأمين الكثير من القواعد العسكرية والمعسكرات والمطارات خلال تلك الفترة القصيرة من عمر الانقلاب .
ليهب الشعب بكل اطيافه وطوائفه ومكوناته بعد أن استمع لتوجيهات الرئيس ليدافع عن حريته ومكتسباته ويقف وقفة رجل واحد امام الآلة العسكرية الهائلة بأجسادهم العارية وقامت افواج الشعب الغاضب بإغلاق الطرق والساحات وبوابات القواعد العسكرية ومدرجات الطائرات لتمنع نزول وتحليق الطائرات التي بحوزة الإنقلابيين وكذلك اغلاق مداخل المعسكرات بالسيارات والحافلات والناقلات لقطع الطريق امام اي حركة للانقلابيين للدعم اللوجستي لقواتهم المنتشرة في الطرق والساحات .
وماهي الا ساعات قليلة حتى قام ابناء الشعب بأخذ زمام الأمور وتم القضاء على الانقلابيين رويداً رويداً في اماكن تواجدهم اما بالقاء القبض عليهم او هروبهم كالفئران ولتنقلب الصورة وتنتقل لصالح ابناء الشعب الوفي ولقوات الشرطة والاستخبارات وبعض الوحدات العسكرية من الجيش المساند للشرعية وليرد الله كيد الخائنين الى نحورهم .
ان هذا الانقلاب الذي دبر بليل مظلم ماهو الا نقطة تحول تاريخية لانتصار الحق على الباطل ولتخرج بعده تركيا موحدة رافضة للإنقلابات الى غير رجعة وليكون عبرةً للقادة العسكريين ان الجيش مكانه الثكنات والدفاع عن المخاطر الخارجية فقط وليس له الحق بالدخول في عالم السياسة والحكم .
ان ما جرى درس لابد لشعوب العالم الحر ان تستخلص من العبر المفيدة وهو ترياق الحياة للشعوب حول العالم وليتعلم منها الحكام ان الشعوب بقوتها وتلاحمها تستطيع ان تقف امام الطغيان ولن تخيفها الدبابة والآلة العسكرية مهما بلغت من القوة والجبروت .
ان لطف الله عز وجل بحماية الرئيس اردوغان وسلامته من القتل والاعتقال هو خط الدفاع الاول الذي افشل الانقلاب .
بقلم / محمد جميل إبن سليِّم الشمري
تعليقات