عودة القطط الفارسية

محليات وبرلمان

إيران اعتادت على بعث رسائلها للكويت

8301 مشاهدات 0


في خبر مثير انفردت به جريدة الشاهد الكويتية في 30 يوليو 2010 قامت طائرتان حربيتان إيرانيتان باختراق المجال الجوي الكويتي فوق ميناء الشعيبة. وأكدت الصحيفة أن قوات الدفاع الجوي الكويتية قد رصدت الطائرتين، وانتظرت الأوامر للتعامل معهما غير أن تلك الأوامر تأخرت لأسباب سياسية، مما مكن الطائرتين من العودة إلى قاعدتهما. وكشفت المصادر أن احتجاجا رسميا تقدمت به وزارة الخارجية إلى الجانب الإيراني، الذي أفاد بأن دخول الطائرتين كان خطأ غير متعمد، وأوضحت أن سبب تأخر صدور أوامر بإسقاط الطائرتين هو ترك فرصة لاحتواء الأزمة دبلوماسيا ولعدم التصعيد مع دولة جارة.
وفي رأينا أن الخبر يستحق أن يُدرج في إطار المشاعر أكثر من مجال الأخبار، فالشعور بقابلية الغزو تظلل الأجواء الكويتية مع ذكرى مرور 20 عاما على الغزو العراقي للكويت، كما أن وزارة الدفاع الكويتية لم تكن في حاجة إلى نفي الخبر، كما لم تكن وسائل الدفاع الجوي الكويتي في حاجة لانتظار الأوامر، أو حتى الاختيار بين التعامل مع الهدف أو تركه يعود لقواعده، لأنه سيكون قد تحول إلى شظايا متناثرة على سطح مياه الخليج العربي بفعل مظلة صواريخ الباتريوت الأميركية المنصوبة لحماية الشعيبة.
إن ما يستحق التوقف عنده هو أن إيران اعتادت على بعث رسائلها للكويت بنفس النسق الذي أوردته جريدة الشاهد، ففي نوفمبر 1980 حذرت إيران دول الخليج العربي بأنها ستتخذ إجراءات مناسبة تجاه أي دولة تحوّل دعمها الحذر لبغداد إلى تعاون فعال، ونتيجة لذلك أغارت الطائرات الإيرانية في 12 و16 نوفمبر 1980 على المراكز الحدودية الكويتية. وفي 30 أكتوبر 1981 قامت الطائرات الإيرانية بقصف منشآت نفطية في منطقة أم العيش الكويتية. ويذهب خبير الطيران توم كوبر (Tom Cooper) في مقال له بعنوان القطط الفارسية (Persian Cats) إلى أن إيران اعتادت أن ترسل للمهمات القتالية طائراتها الأميركية من نوع «Northrop F-5» والسوخوي الروسية والفانتوم «F-4» الأميركية التي أسقطت إحداهما القوات الجوية السعودية فوق منطقة الاعتراض الجوي التي أطلق عليه «خط فهد» في عام 1984، لكنها لا ترسل أبداً طائراتها العزيزة عليها من نوع «F-14 Tomcats» أو كما تسمى القطط الفارسية تفريقاً لها عن حامية حاملات الطائرات الأميركية من نفس النوع.
إن القول بأن طائرات إيران الثمانين من نوع «F-14» قد توقفت لأنها ببساطة تفتقد إلى قطع الغيار جواب سهل يناقضه مشاركاتها في مهمات خاصة أثناء الحرب العراقية الإيرانية، كما تنسفه برامج التطوير التي تمت للطائرة وعمليات تهريب قطع الغيار المعلن عنها فقط. فقد أسقط أشهر طياري «F-14» الإيرانية المقدم جلال زندي 10 طائرات عراقية مؤكدة وطائرتين أخريين غير مؤكدة. وأسقط الرائد الطيار رهنفرد أربع مقاتلات عراقية من نوع «12 MIG» في يوم واحد. وفيما يخص التطوير المستمر للطائرة فقد أعلن مساعد قائد سلاح الجو الإيراني عزيز نصير زاده في أبريل 2010 أنه تم اختبار جيل جديد من مقاتلات إف 14 برادار إيراني ومحرك متطور وقد عادت توم كات إلى وضع التشغيل في أسراب القوات الجوية الإيرانية بعد صيانتها الجذرية من قبل الإخصائيين الإيرانيين في قاعدة شهيد بابايي في مدينة أصفهان، وحققت المقاتلة رحلاتها التدريبية بعد التطوير بشكل ناجح.
تقوم إيران حاليا بمحاولة إنعاش الجزء المتيبس من جسد مؤسستها العسكرية وهو سلاح الجو الإيراني وأضعف نقطة في الترسانة العسكرية لطهران؟ وعلى من يطعن بصحة هذه الخلاصة أن ينظر ملياً إلى قيام سلاح الجو الإيراني بمناورات «فدائيون من السماء» التي بدأتها في الفترة 1-7 من أغسطس 2010. وهي تمرينات سيتم فيها كما قال مساعد قائد القوات الجوية في الجيش الإيراني العميد الطيار محمد علوي إشراك جميع قواعد القوات الجوية الإيرانية، حيث إن الهدف الرئيسي هو التدرب على التحركات التكتيكية باستخدام الأسلحة المتطورة، ورفع الجاهزية القتالية للقوات الجوية، كما أفاد بأنه ستشارك فيها أكثر من 40 نوعاً من أنواع الطائرات بما فيها «F-4»، و»F-5»، و»F-7»، والقاذفات «سو- 24»، وطائرات صهاريج، ونقل، وبدون طيار.
فأين القطط الفارسية من مقاتلات «F-14 Tomcats»؟ هل هي في طور التجهيز لمهمات توصيل رسائل للدول الخليجية كالتي كانت تصل الكويت في الثمانينيات؟

الآن: د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك