عبداللطيف الدعيج مؤيدا 'تظاهرات البدون': حق اي انسان في التعبير عن نفسه يجب ألاّ يقيد بشيء. لا بأعيادنا الوطنية ولا بظروف المنطقة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 3441 مشاهدات 0


حق التعبير مكفول لكل إنسان 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
سخيف فوق العادة من يحاول ان يوهمنا بان مظاهرات «البدون» سببها تعهد السيد رئيس وزراء العراق بتقديم معلومات عن «البدون» من ذوي الاصول العراقية، سخيف ليس لان فكرة التظاهر تعود الى زمن طويل طويل، ولكن لان هذا الادعاء يمحو او هو يحاول ان يمحو كل المعاناة التي تعرض لها «البدون» وكل الاخطاء التي ارتكبت بحقهم. ويكاد يقارب هذا السخف ذاك الذي يعترض على مظاهرات «البدون» بحجة ان هناك لجنة تعمل على النظر في اوضاعهم، وان عليهم انتظار نهاية دراساتها وما ستتوصل اليه.
حق اي انسان في التعبير عن نفسه يجب ألاّ يقيد بشيء. لا بأعيادنا الوطنية ولا بظروف المنطقة ولا بوجهة نظر اعضاء هذه اللجنة او نشاطهم. ومن جهة اخرى، فإن من حق الاجهزة الامنية، بل من واجبها ان تحمي من يعبر عن نفسه وان تحمي الغير ايضا من شططه او حتى حماسه الزائد. «البدون» بالذات، قضت الحكومة سنوات وربما عقودا وهي تدرس وتراجع اوضاعهم، الا ان حلا لم يتم التوصل اليه، واسلوبا حضاريا وانسانيا للتعامل مع القضية لم يطرحه احد. لقد تعب «البدون» من مراجعة الحكومة، وملّوا من التردد على لجانها ومؤسساتها ومقارها.. لهذا لجأوا الى اصحاب الشأن الحقيقيين.. الى الناس الذين يعتقدون انهم اكثر قدرة واكثر ترحيبا لسماع وجهة نظرهم.
لقد تعاملت الحكومة سنوات طويلة وفترات مملة مع قضية «البدون»، شكلت الكثير من اللجان واطلقت عليها وعلى «البدون» اوصافا ومسميات عديدة. لكن كل ذلك لم يؤد الا الى زيادة معاناة «البدون» وتفاقم المشكلة. اليوم من حق «البدون» بعد ان يئسوا من الحلول الحكومية ان يخاطبوا الشارع وان يستنجدوا بالانسان الكويتي «تماماً كما استنجدت تانيا بركاب الطائرة» وليس ذنبهم، بل هي ليست مشكلتهم ان اقترن حراكهم وتظاهراتهم بزيارة السيد رئيس وزراء العراق او حتى بالاوضاع الملتهبة في المنطقة... فأي عاقل وأي متابع، وكل من يجيد القراءة ومن لديه ادنى ادراك يعلم ان معاناة «البدون» وقضيتهم بدأتا قبل ثورة الشباب في المنطقة.. بل هي ربما قبل ولادتهم.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك