أقسمت لي يا سمو الرئيس، فأين الجناة؟

أمن وقضايا

حصحص الحق وخابت خفافيش الظلام وبقي زايد هامة خفاقة

9211 مشاهدات 0

رئيس الوزراء وبن طفلة

ليلة الرابع من أكتوبر عام 2009، غافل مجرم جبان ناشر تحرير - الأستاذ زايد الزيد- بضربة غادرة ومفاجئة في مواقف سيارات مظلة العمل الكويتي (معك)، وكنت داخل القاعة حين فاجأنا زايد الذي خرج بعد انتهاء الندوة ليعود بعد دقيقة مضرجا بدمائه، وقد هز الحدث الكويت، وتسارع الشرفاء في هذا البلد لإدانة الجريمة البشعة التي لم يساورني الشك منذ اللحظة الأولى لارتكابها بأن القصد منها صوت زايد وقلمه. وأدانت الأقلام الوطنية الطاهرة الغدر البشع، وارتفعت أصوات المسئولين بالإدانة، وكان على رأسهم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد- مشكورا، الذي هاتفني ليلة الحادثة ليدينها ويتعهد ويقسم لي طالبا نشر قسمه، بأن الحكومة عبر أجهزتها الأمنية ستلقي القبض على الجاني عاجلا أم آجلا. وقام سموه بزيارة الأخ زايد الذي تطلب علاجه عدة أيام وعمليات بغرز متعددة.

مرت الأيام، ومعها مر كابوس التباطوء والتلكوء في التحقيق في القضية والقبض على الجاني أو الجناة. وبدلا من ذلك، نشرت خفافيش الشر شائعات تحاول النيل من سمعة بوطلال وحرف القضية عن مسارها وتشوه سيرة الضحية. كان القصد واضحا: انشروا عنه الشائعات لعله يقبل إغلاق ملف القضية. ولم تكلف وزارة الداخلية عبر أجهزتها الأمنية ملاحقة من بثوا تلك الشائعات عبر الرسائل النصية، وهي مسألة سهلة تقنيا، بل تجاهلوا طلب محامي الضحية بملاحقتها، وبثوا إشاعات أخرى تقول بأن الضحية لم يكن متعاونا مع رجال الأمن للكشف عن الجاني، بل راحوا يلفقون تهمة رفض تسليمه لهاتفه النقال للتعرف على سجل مكالماته، وهي فرية يعرف من يحمل هاتفا متنقلا أن بإمكانهم الحصول على سجل أي هاتف من الشركة التي تزود الخدمة، ثم راحوا يقولون أنه رفض أن يتعرف الجاني من خلال عرض بعض الصور عليه، وكأنما المطلوب أن 'يتبلّى' على أحد و'يدبّس' أي بريء بالقضية وكفى، ليزيل الحرج عن المباحث، وليستدعوا أي مشبوه ويعرضوه لما تعرض له محمد الميموني.

إلى أن حصحص الحق، ووصلت القضية إلى النيابة العامة الموقرة التي لم تأل جهدا في طلب استمرار التحقيق، ثم حفظته مؤقتا ليعترض الدفاع كي لا تتلاشى القضية في زوايا الأرفف، وفي دهاليز النسيان، ولأن سمو رئيس الوزراء شخصيا قد أقسم بملاحقة الجناة والقبض عليهم. وخصوصا بعد مهزلة المباحث بأن زايد 'طق نفسه طلبا للشهرة'. (الروابط:http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=66364&cid=48

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=39880&cid=30

 لقد كتبت ليلة الحادثة، أنها حادثة اعتداء سياسي لإسكات قلم بوطلال وكتم صوته، وكنت واثقا بموقفي ذاك منذ اللحظة الأولى، ولم يساورني الشك أبدا بأن ما جرى هو جريمة سياسية، وجاءت التحقيقات لتنفي كل ما خالف هذه الحقيقة من شائعات واجترار نتن لسمعة هذا الرجل.

ولعل من المفيد أن أعيد نشر ما كتبته في تلك الليلة، فما أشبه الليلة بالبارحة:

نذرت قلمك وصوتك يا أبو طلال للدفاع عن المال العام، وآليت على نفسك كتابة الحقيقة، وتسطير كلمة شريفة، فكشّرت ذئاب الفساد عن أنيابها محاولة بكل ما أوتيت من قوة أن تسكت صوتك الشريف، وتَكْسِر قلمك النصال، ولكن هيهات يا أبو طلال، فالحق أصوات، والحقيقة أقلام، والشرفاء غالبية وغالبون نصرة لهذا الوطن العزيز.
 بخروجك الليلة من ندوة في مظلة العمل الكويتي (معك) كانت- وليس بالغريب عليك وعلى المظلة- عن قراءة في تقرير منظمة الشفافية العالمية، ورؤية في مستوى الفساد في البلاد، وما آلت إليه الأوضاع من تردٍ في كافة المجالات، فغافلك جبان من جبناء الظلام بضربة تحوّلت إلى وسام، فسال دمك كما كل الدماء الطاهرة التي تسال دفاعا عن الوطن وماله وأرضه وعرضه وكرامته.
 ظن خفّاش الليل-واهما- أنه بفعلته تلك سوف يسكت صوتك، وسوف يجفف قلمك، فلا تكتب عن الفساد والمفسدين، ولا تكتب عن الصفقات البليونية التي اشتم الذئاب المسعورة رائحتها عن بعد وعن قرب، لكن خفافيش الظلام واهمة كعادتها، فما قلمك سوى مداد لأقلام الشرفاء في هذا الوطن، وما صوتك إلا صدى لكل الأحرار في هذا البلد العزيز...
 كانوا قد بثوا سموما على شكل رسائل هاتفية بأنك تبتز للمشاركة في وليمة التهام هذا الوطن، ولكن الكذبة لم تنطل على الأذكياء، ولم يصّدقها العقلاء، فزادتم إيمانا بهذا الوطن، فجنّ جنونهم، وفكّروا بالغدر في فعلتهم الخسيسة الليلة، منعوا لك أكثر مما نشر من المقالات، ومع هذا لم يرق لهم المنع، ولم يكفهم رقابتهم الدنئية المسبّقة على ما تكتب.
  خاب ظنهم- يا أبو طلال- فغدا سيرفرف قلمك يزف بشرى تواصل المسيرة دفاعا عن أموال الكويت، وغدا سيتردد صوتك مجلجلا كما أصوات الأحرار من شرفاء الكويت، بل سيكون قلمك أكثر إيلاما، وسيكون صوتك أكثر جلجلة وقوة...
  لقد آلمت الفساد وضربته في مقتل- يا زايد- فحاول الفساد إسكاتك بجريمته الجبانة، ولكن هيهات: فالكويت معك، والشرفاء في هذا البلد الكريم معك، وسوف يكتب التاريخ أنك كنت مع الكويت، فكان الله والكويت معك...

سعد بن طفلة

5-10-2009

 

كتب سعد بن طفلة

تعليقات

اكتب تعليقك