أرباح الشركات النفطية في إنهيار

الاقتصاد الآن

بسبب الكساد والإنكماش الإقتصادي وتراجع الطلب

2252 مشاهدات 0

كامل الحرمي


إنخفضت أرباح الشركات النفطية مابين 45 الى 57% للعام الماضي عن أرباح عام 2008م، وهذه هي النتيجة الحتمية لأداء الشركات النفطية جميعا ومن دون استثناء مقارنة ب2008 م ولعدة سنوات قادمة، حيث كان السبب الرئيسي للإرتفاعات الحادة في أرباح الشركات النفطية كانت النتيجة الحتمية للإرتفاعات في أسعار النفط والتي تجاوزت معدل ال 147 دولار للبرميل الواحد.

وهناك اسباب اخرى لتراجع ارباح الشركات النفطية ومنها الكساد والانكماش الإقتصادي وتراجع الطلب العالمي على النفط وبنسبة تزيد عن 2 % و من ثم انخفاض في اسعار النفط بأكثر من 100 دولار للبرميل في العام الماضي عن 2008 عندما وصلت اسعار النفط الي مادون ال 35 دولار، والانخفاض المباشر في مبيعات النفط والمنتجات النفطية المكررة أثر مباشرة في خفض كبير في هامش الربح في قطاعي المصافي و التكرير، ومن غير المتوقع مستقبلا ان تزداد مبيعات وقود السيارات في العالم عن معدلات مبيعات عام 2007 خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ولذا نرى قرار انسحاب الشركات النفطية العملاقة مثل شركة بي. بي. البريطانية من سوق التجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية.         

وتراجعت أرباح شركة 'اكسون موبيل' Exxon Mobil) ) بنسبة 57% عن عام 2008  لتحقق أرباحا بمقدار 5 ر22 مليار دولار، في حين حققت شركة بي. بي. البريطانية أرباحا بمقدار 14 مليار دولار مقارنة ب 28 مليار للعام الماضي وبتراجع و بنسبة 50% .لذا نرى إهتمام الشركات النفطية العملاقة على خفض وضغط المصاريف في جميع القطاعات وأهمها مثلا تقليص عدد العمالة وعدد الوظائف بأكثر من 7500 وظيفة من اجمالي عدد العمالة والتي بلغت 000ر 98 وظيفة في نهاية العام  في شركة بي.بي. مما أدى الى تخفيض بأكثر من 4 مليارت دولار توفير التدفقات النقدية.

في حين لا تستطيع الشركات النفطية الوطنية مثلا اتخاذ اجراءات ادارية صارمة مثل خفض عدد العمالة في شركاتها مهما بلغ الأمر ولكن هل في استطاعتها خفض المصاريف الإدارية؟ وللأسف هذا دائما يكون مركزا على ادارات التدريب والتأهيل وتطوير الوظائف مما يسبب على المدى الطويل قصور بالأداء العام والتطوير الوظيفي، و لكن لابد من الاستفادة من أرباح الشركات النفطية  لعام 2008 و التركيز على ادارات التطوير البشري ووضع برامج على المدى البعيد، وهذا لم يحدث الا في شركة وطنية واحدة و هي شركة ' أرامكو' السعودية والتي تركز على التطويرالوظيفي والأداء الإداري بشكل مستمر، بغض النظر عن ارباح الشركة في نهاية كل عام، وهذه السياسة مستمدة ومستمرة منذ بداية شركة 'أرامكو' التي كانت مملوكة للشركات الأمريكية الأربعة 'اكسون و موبيل و شفرون وتكساكو' و التي تأخذ الطلبة من جميع المراحل الدراسية وتبتعثهم الى امريكا للدراسات الجامعية، و لكن الأمر متخلف نوعا ما حيث تركز الشركة على الخريجيين المتوفقين في المرحلة الثانوية ومن مختلف التخصصات حيث يتم توظيفهم أولا ومن ثم تبتعثهم الى الخارج لمعظم دول العالم ومنها امريكا وأوروبا واليابان، وتركز حاليا على الدول الناشئة مثل الصين وكوريا والهند، حيث يترواح عددهم الى أكثر من 250 متبعثا في الدول الناشئة، ليعملوا مستقبلا في هذه الدول بعد تمكنهم من معرفة اللغة والعادات والتقاليد.

ويبقي التحدي الكبير للشركات النفطية العملاقة ان كانت تواصل استثماراتها في قطاع النفط والغاز، أم أنها ستركز على البدائل والوقود الحيوي وخاصة وأن معظم الشركات النفطية لم تستطع أن تزيد من احتياطيتها من النفط والغاز عدي شركة بي.بي.في العام الماضي وتبقي هذه المشكلة التي ستواجهها الشركات النفطية العملاقة وقد يكون الحل بإندماجات مستقبلية لاحقة، في حين الشركات النفطية الوطنية لا تجد مشكلة في زيادة انتاجها من النفط والغاز في المرحلة الحالية.

واعلان الأرباح والخسائر للشركات التجارية العالمية تكشف دائما على سلبيات كبيرة تؤرق من نوم ملاك وحملة أسهم هذه الشركات على المدي الطويل.

 

كتب: كامل عبدالله الحرمي - كاتب ومحلل نفطي

تعليقات

اكتب تعليقك