د.تركي العازمي: ما بعد الشطب...!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 890 مشاهدات 0


قرار شطب 14 مرشحاً مدانين بالحبس والغرامة في قضايا الفرعيات كان متوقعاً، وقبل خبر الشطب بيومين كنا في نقاش حول أبرز المرشحين في الوصول إلى قبة البرلمان واختتمت قولي «هذا إذا ما فيه شطب»!

وسيتقدم المرشحون بطعن للمحكمة الإدارية لإعادة قيدهم وننتظر رأي القضاء العادل في هذه المسألة.

أحيانا كثيرة نتساءل: ماذا بعد الشطب؟

لا أعني فقط الشطب من كشوف الناخبين/المرشحين ولا الشطب من الهوية الوطنية «الجنسية» ولا شطب لكلام العقول التي تبحث عن نمو وازدهار الكويت... أعني الشطب كمفهوم.

إبداء الرأي حق كفله الدستور الكويتي والأعراف والتقاليد تدعو إلى تقبل الرأي والرأي الآخر، وحجب رأي أو شطبه مستحق إذا كان له أثر سلبي... والرأي الراجح هو ما نبحث عنه.

الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال في الحديث الشريف (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) وهذا الحديث يعد المسطرة التي يجب أن نقيس عليها أقوالنا وأفعالنا.

لذلك، فإن إبداء الرأي من دافع الحرص على تطور وتعزيز مفهوم المواطنة والارتقاء بنهج إدارة مؤسساتنا وتلبية طموح المجتمع وفئاته حاولت وغيري الكثير إبداء الرأي حول القضايا التي تهم المجتمع مع عرض كل قضية وبسط الحلول من واقع الخبرة والمعرفة (إدارياً/قيادياً/إستراتيجياً) التي حبانا الله بها.

كنت أطالب بتطبيق القانون على الكبير والصغير بشكل عادل، كون العدل أساس المُلك ونحن لا ندخل في قضايا لا تعنينا ولا نملك المعلومات الصحيحة من مصادرها.

القضايا الخلافية كشطب المرشحين مسألة تؤثر في خيارات قاعدة الناخبين وقد طالبنا مراراً وتكراراً بتوضيح القضايا المخلة بالشرف والأمانة لتفادي هذه المسائل وتظل المسألة برمتها أمام القضاء الذي نحترم قراراته ونثق به.

كل ما أتمناه من أحبتنا الكرام أن ينتبهوا لما يصدر منهم من قول وعمل خصوصاً خلال موسم الانتخابات.

إنّ الحملات الانتخابية شهر من الزمان... والعلاقات الإنسانية هي الباقية والفرد الصالح من المجتمع هو من يقيم نفسه بنفسه حسب ما ذكر من توجيه في القرآن والسنة النبوية.

نعم نخطئ... نعم نعترض إلى وسوسة الشيطان لكن يجب أن نتوقف ولو خلال هذا الشهر المبارك ونتساءل: هل من سبيل إلى العودة إلى السلوك القويم ونصحح أخطاءنا واضعين المواطنة كحق يجب ألا نتجاوز محاذيره وموجباته كتوجيه النصيحة.

الزبدة:

إنّ الدين النصيحة كما ورد في الحديث الصحيح لكن هل كل ما يقال ويحصل ينطبق عليه قول الحديث أم أنها إفرازات لأنفس نحن بحاجة إلى شطبها من قاموسنا على الفور.

أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يهدينا وإياكم إلى ما هو صالح للبلد والعباد ولنتذكر دعاء موسى عليه السلام «عسى ربي أن يهديني سواءَ السّبيل»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك