ميرڤت وديع حداد: ذكريات الطفولة

فن وثقافة

الآن 1055 مشاهدات 0


وفي زُرقةِ تلكَ السَّماء منذُ فجرٍ بعيد ،، ومن خلف ثُقب الذَّاكرة تسللتُ إلى ذاكَ العالم العفويّ؛ وبمزيدٍ من الفضول ومزيد من الحنين نظرتُ إلى أطفال الجيران - كم أفتقدُ مشاكساتهم - كانت الأرض تتسعُ لشخابيطنا عليها؛ لألعابٍ كثيرة جمعتنا؛ وأحلام صغيرة عابرة تتغير مع بداية كل يوم جديد؛ ذاكَ الضَّجيج الصباحي ما زلتُ أسمعه ،  وكأنَّ كل شيء لم يتغير؛ ربَّما أحتاج لدقائقٍ حتى أستوعب كيفَ ينسلُني الحُلم هكذا فجأةً؛ أنا الواقفة يومذاك في طابور المدرسة الصباحي أردّدُ مع زملائي نشيدنا الوطني وككل يوم نتهيأ له بتفاصيلٍ كثيرة وفي مشهدٍ كان يتكرر لم نكن لنشعر به ، لكني أوقنُ بإنَّا أدركناه، وتذكرناه بمرور الزمن وبتفاصيلٍ أكثر ثراء ، لا أدري إن كان ملازمة الطفولة لسنواتٍ يعدُّ أكثر غرابة أو أقلّ قليلاً ، فقط أدركُ أن الاستغراق في الحُلم والمكوث بينَ صدى الذكريات أشبه ما يكون بمحاولاتٍ شتّى لإستعادة حياة أو بالمضي نحوها أو رُبَّما بتعبيرٍ أدقّ تجعل أحلامنا فاعلة وحاضرة، تماماً مثلما  أراني الآن.

تحملُني خطواتي الثابتة..ودونَ تعثُّر أمضي صوبَ كوخ جدي الصياد؛ وكالمعتاد أبحثُ عنه وأتبعُ رائحة البحر؛ وأصوات الأمواج تارةً تلو أخرى، تسمو في أطلال نفسي ، لكنَّ شيء ما من أفقٍ واسعٍ، يحملُني خارج قيود الزمن ..وعلى امتداد بصري تبدو فيه أحلامي ناعسةً ، ولكن هذه المرَّة غَفَت هانئة ، وعُدتُ أنا من حيث أتيت .

تعليقات

اكتب تعليقك