د.تركي العازمي: القيادة للكبار... حلمٌ قد يتحقّق!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 1019 مشاهدات 0


موجة تفاؤل تشهدها الساحة الكويتية بعد تسمية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، رئيساً لمجلس الوزراء وكثيراً مَن يطرح التساؤل الآتي: «شنو تهقا يصير؟»

طبعاً، صعب التكهن بالإجابة، لكن مثل ما ذكرت وما زلت أردد «التفاؤل بحذر».

من حق الكويت علينا حكومةً وشعباً أن نردّ الجميل لها... وهذا يبدأ من حُسن اختيار الوزراء والقياديين.

يعني إذا تم التعيين وفق أهم معايير القيادة ومنها:

ـ درجة علمية متميزة ومعرفة تتسم بثقافة صالحة.

ـ شخصية متزنة تتسم بالرشد وحُسن السيرة والسلوك.

ـ خبرة عملية في منصب تنفيذي أو إداري رفيع وليس بالضرورة أن يكون في المجال ذاته، لأن مهمة القيادي تتركز على الجوانب الناعمة (قيادة وتوجيه واحتواء وتحفيز) وممكن تغطية عدم الإلمام في مجال المنصب عن طريق استشاريين مخضرمين.

ويفترض أن تكون أعمارهم في فلك عمر الرشد يعني من 50 عاماً وطالع، لأن القيادة المؤثرة في الغالب من 50 ـ 70 عاماً حسب الدراسات.

لهذا السبب عنونت المقال بـ «القيادة للكبار... حلمٌ قد يتحقق!» ولا أقصد عدم الاستعانة بالشباب، لكن كلما ازدادت الخبرة وكبر الفرد كانت نظرته للأمور مختلفة وفيها حس نضج وحكمة ينتج عنهما رؤية أفضل وقيادة للجموع أكثر فعالية ومحققة للنتائج حسب ما نشر في هذا المجال وكتبت عنه مقالاً سابقاً.

والحلم يبدأ من إقرار القوانين التي ترفع من المستوى المعيشي وغيرها من القوانين التي يتطلع لها الشارع/الشعب الكويتي وبعضها تم تحديده في أولويات السلطتين.

والحلم يبدأ من رفع مستوى التعليم وجودته، وكذلك الصحة والطرق وغيرها من الأمور العالقة منذ عقود عدة.

احلم... وتفاءل بحذر و«لا تستعجل» حتى ترى القرارات الآتية، والتوقيت مهم جداً، خصوصاً أن بعض القضايا فقط يحتاج إلى «شخطة قلم» تبدأ من تطبيق الحكومة الإلكترونية والقضاء على الواسطة التي دمّرت كل شيء.

مثلاً، الأعضاء في اللجنة التعليمية ذهبوا لزيارة دولة قطر للاطلاع على تجربتها في التعليم ونقلها إلى الكويت... ونعلم أن بعض قيادات وزارة التربية قبل أعوام زاروا قطر «فماذا حصل آنذاك»!

ألم أقل لكثير من أحبتنا إن الحلول موجودة حتى لأبسط وأخطر ملف وهو الطرق ورفع المستوى المعيشي؟

مشكلتنا الأزلية التي أتمنى أن تنتهي عاجلاً تكمن في سوء المستوى القيادي (وهذا ليس بكلامي)، بل ذُكر في تقرير شركة ماكينزي العالمية عام 2004، وجاء في سياق تقارير أخرى كثيرة.

الزبدة:

لا يجب... أكرّر لا يجب أن «نوازن الأمور ونسيّسها» في ملف إصلاح النظام الانتخابي ولا في تعيين القياديين ولا في بعبع «العجز المالي»!

البلد فيه الخير الكثير ويمتلك من الخبرات العدد الكبير ولدينا المقومات للنهوض به ليصبح في مصاف الدول التي سبقتنا في كثير من المجالات... فما الفرق بيننا وبينها؟

لنترك المحاصصة وخلافه من الاعتبارات التي حرمتنا من كويت عروس الخليج، ولننتظر القرارات والتعيينات الآتية، وبعدئذ نترك التعليق لكم... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك