د.تركي العازمي: لماذا تجرأوا لهذا الحد؟

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 1105 مشاهدات 0


عندما سأل هرقل، قيصر دولة الروم، أبا سفيان، وهو من وجهاء قريش، وكان لا يزال على الكُفر عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أجاب بصدق ولم يكذب مع أنه كان يناصب الرسول، صلى الله عليه وسلم، العداء... وقال «لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت عنه».
هكذا كانت الأخلاق وقيمة الحياء والشرف حتى في الخصومة والعداء في الجاهلية... أما الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله والله يصلح حال العباد.
لم يتجرأ الصهاينة على المسجد الأقصى وعلى إخواننا في فلسطين لولا تمزق المسلمين وظهور الباحثين عن المال والسلطة... وقاتل الله السياسة.
ولم يتجرأ أحد من إخوتنا على بث السموم من كذب وافتراء وتحليل سيئ مقصود لكثير من القضايا لولا أنهم وجدوا الساحة امتلأت بالرويبضة وضاعت بوصلة المحاسبة والعقاب.
يتبعون الأهواء وما تمليه عليهم المصلحة ليكيلوا السباب والشتائم وكل العبارات التي يعف عنها اللسان تجاه سين من الناس سواء كان شخصاً مسؤولاً أو نائباً أو ناشطاً وهي تدخل ضمن الغيبة والنميمة.
أحياناً يتبادر إلى الذهن سؤال واحد لا أكثر وهو: لماذا تجرأوا لهذا الحد؟
وقد لا تكون هناك إجابة محددة شاملة لكن أعتقد أن «الشرف» و«الأمانة» و«الصدق» لم يعد معمولاً به عبر مشاهدتنا لإفرازات تخرج من وسائل التواصل الاجتماعي، وتظل تنفث سمومها وتنقل أخباراً في غاية الحساسية ولم تجد رادعاً فورياً وعقاباً قاسياً.
لو أن كل من تسول له نفسه سرقة المال العام أو العبث بمقدرات مؤسسات الدولة قد تمت محاسبته على الفور لأصبح الأمر مختلفاً عما نراه الآن.
نمتلك كل الوسائل من قانون، وتكنولوجيا حديثة وشركات عالمية لو تم استغلالها بشكل سليم لقضينا على كل الظواهر السلبية التي أزعجت الكثير من الشرفاء.
أغلقوا أعينكم عن ما يكتبون؟
أغلقوا آذانكم عن ما يقولون؟
لا تأخذكم رحمة في كل من يحاول زعزعة أمن البلد مهما كانت صفته؟
وحاربوا كل متقول كذاب منافق صاحب مصلحة وسراق المال العام، وعززوا مفاهيم الإسلام الحقيقية وطبّقوا أخلاق الرسول، صلى الله عليه وسلم، في تعاملاتكم وما يبدر منكم من قول وعمل.
الزبدة:
لنتذكّر هذا الحديث العظيم عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، «إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمى، يُوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حِمى، ألا وإن حِمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
أكثروا من الدعاء لسمو الأمير شافاه الله وعافاه... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك