تردي أحوال البلد بسبب الممارسات السلبية والأنانية.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 573 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  أنتم السبب!

ناصر المطيري

 

يُحكى من قصص التراث أن ملكا يحكم بلدة أصابها سوء الحال من قلة الرزق وضيق العيش وتبدلت أحوال أهلها من يسر الى عسر وتذمر الناس وضاقوا بأحوال بلدهم المتردية من كل النواحي، فاجتمع أعيان القوم وقرروا أن يبعثوا وفدا منهم لمقابلة ملكهم الحكيم يطلبون منه مساعدتهم وارشادهم نحو تحسين حال البلد وما أصابها من هم وبلاء.. ذهب الوفد لمقابلة الملك وشرحوا له واقع الحال فصمت برهة ثم رد عليهم بعبارة واحدة قائلا: أنتم السبب. فخرجوا من الملك دون أن يدركوا ماذا يقصد بقوله أنتم السبب، وسادت الحيرة بين الناس أكثر فاتفقوا على المحاولة مرة أخرى بإرسال وفد آخر من أعيانهم لمقابلة الملك فعاد الوفد بذات الرد من الملك الذي اكتفى بالقول: أنتم السبب. فزادت الحيرة ولم يدرك أحد مغزى قول الملك، فذهب وفد ثالث للملك، فماكان من الملك الا أن قال لهم اجمعوا الناس في ساحة المدينة لأخرج اليهم، فلما خرج الملك طلب احضار اناء أو قدر كبير الحجم مغطى وطلب من أهل المدينة أن يقوم كل واحد منهم بوضع قدح من اللبن في هذا القدر من بيته على أن يقوم بذلك خفية دون أن يرى أحد منهم الآخر أو يعرفه على أن يعاودوا الاجتماع غدا ليروا ما في القدر.. تعجبوا من طلب الملك ولكنهم وجدوه طلبا سهلا ووافقوا على تنفيذه.
في اليوم التالي حضر الجميع برئاسة الملك في الساحة وأمامهم القدر، فأمر الملك بكشف غطائه فكانت المفاجئة أن القدر قد ملئ بالماء، ولا يوجد به قطرة لبن واحدة.
فعلق الملك على ذلك قائلا هكذا حال بلدكم فأنتم السبب، كل شخص منكم اعتمد أن غيره سيحضر اللبن فلم يبادر بإخلاص للمساهمة بقدح من اللبن فكانت النتيجة أن الجميع أصبحوا خاسرين.
وفهم الناس مغزى الملك وحكمته وهي أن تردي أحوال البلد بسبب ممارساتهم السلبية وأنانيتهم وتحاسدهم وغشهم لأنفسهم ولوطنهم، لذلك ساءت أحوالهم وتبدلت معيشتهم.. فيالها من حكمة وعبرة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك